قال: وصبحنا علي عليه السلام غدوة سائرا نحو معاوية فإذا أبو الأعور قد سبق إلى سهولة الأرض وسعة المنزل وشريعة الماء مكان أفيح وكان أبو الأعور على مقدمة معاوية واسمه سفيان بن عمرو.
وكان وصول علي (عليه السلام) إلى صفين لثمان بقين من المحرم من سنة سبع وثلاثين.
قال نصر: فلما انصرف أبو الأعور عن الحرب راجعا سبق إلى الماء فغلب عليه في الموضع المعروف بقناصرين إلى جانب صفين (1) وساق الأشتر يتبعه فوجده غالبا على الماء وكان في أربعة آلاف من مستبصري أهل العراق فصدموا أبا الأعور وأزالوه عن الماء فأقبل معاوية في جميع الفيلق بقضه وقضيضه فلما رآهم الأشتر انحاز إلى علي (عليه السلام) وغلب معاوية وأهل الشام على الماء وحالوا بين أهل العراق وبينه.
وأقبل علي (عليه السلام) في جموعه فطلب موضعا لعسكره وأمر الناس أن يضعوا أثقالهم وهم أكثر من مائة ألف فلما نزلوا تسرع فوارس من فوارس علي (عليه السلام) على خيولهم إلى جهة معاوية يطعنون ويرمون بالسهام ومعاوية بعد لم ينزل فناوشهم أهل الشام القتال فاقتتلوا هويا (2).
قال نصر فحدثني عمر بن سعد عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة قال: فكتب معاوية إلى علي (عليه السلام): عافانا الله وإياك ما أحسن العدل