بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٢ - الصفحة ٢٩
أعطيتما إمامكما للطاعة والمناصحة والعهد والميثاق على العمل بطاعة الله وطاعة رسوله وأن يجعل كتاب الله - قال أحمد: وجعل كتاب الله - إماما ففيم السخط والغضب على علي بن أبي طالب (عليه السلام)؟ فغضب الرجال للحق انصرا نصركما الله.
فتكلم عبد الله بن الزبير فقال: لقد تهذرت يا أبا اليقظان فقال له عمار: مالك تتعلق في مثل هذا يا أعبس ثم أمر به فأخرج فقام الزبير فقال:
عجلت يا أبا اليقظان على ابن أخيك رحمك الله فقال عمار: يا أبا عبد الله أنشدك الله أن تسمع قول من رأيت فإنكم معشر المهاجرين لم يهلك من هلك منكم حتى استدخل في أمره المؤلفة قلوبهم فقال الزبير: معاذ الله أن نسمع منهم فقال عمار: والله يا أبا عبد الله لو لم يبق أحد إلا خالف علي بن أبي طالب (عليه السلام) لما خالفته ولا زالت يدي مع يده وذلك لان عليا لم يزل مع الحق منذ بعث الله نبيه (صلى الله عليه وآله) فإني أشهد أنه لا ينبغي لاحد أن يفضل عليه أحدا.
فاجتمع عمار بن ياسر وأبو الهيثم ورفاعة وأبو أيوب وسهل بن حنيف فتشاوروا أن يركبوا إلى علي (عليه السلام) بالقناة فيخبروه بخبر القوم فركبوا إليه فأخبروه باجتماع القوم وما هم فيه من إظهار الشكوى والتعظيم لقتل عثمان وقال له أبو الهيثم: يا أمير المؤمنين انظر في هذا الامر فركب بغلة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ودخل المدينة وصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه واجتمع أهل الخير والفضل من الصحابة والمهاجرين فقالوا لعلي (عليه السلام) إنهم قد كرهوا الأسوة وطلبوا الأثرة وسخطوا لذلك.
فقال: علي (عليه السلام): ليس لأحد فضل في هذا المال هذا كتاب الله بيننا وبينكم ونبيكم محمد (صلى الله عليه وآله) وسيرته ثم صاح بأعلى صوته يا معشر الأنصار أتمنون علي بإسلامكم بل لله ورسوله المن عليكم إن كنتم صادقين - وقال أحمد: [أتمنون على الله بإسلامكم (1)] - أنا أبو الحسن القرم.

(1) من قوله: " بل لله ورسوله المن - إلى قوله: - بإسلامكم " قد سقط عن الطبعة الكمباني من هذا الكتاب وأخذناه من أمالي الطوسي.
(٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: باب بيعة أمير المؤمنين عليه السلام وما جرى بعدها من نكث الناكثين إلى غزوة الحمل 1
2 الباب الثاني: باب احتجاج أم سلمة على عائشة ومنعها عن الخروج 149
3 الباب الثالث: باب ورود البصرة ووقعه الجمل وما وقع فيها من الإحتجاج 171
4 الباب الرابع: باب احتجاجه عليه السلام على أهل البصرة وغيرهم بعد انقضاء الحرب وخطبه (عليه السلام) عند ذلك. 221
5 الباب السادس: باب نهى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم عائشة عن مقاتلة علي عليه السلام وإخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم إياها بذلك 277
6 الباب السابع: باب أمر الله ورسوله بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين وكل من قاتل عليا صلوات الله عليه وفي [بيان] عقاب الناكثين. 289
7 الباب الثامن: باب حكم من حارب عليا أمير المؤمنين صلوات الله عليه 319
8 الباب التاسع: باب احتجاجات الأئمة عليهم السلام وأصحابهم على الذين أنكروا على أمير المؤمنين صلوات الله عليه حروبه. 343
9 الباب العاشر: باب خروجه صلوات الله عليه من البصرة وقدومه الكوفة إلى خروجه إلى الشام 351
10 الباب الحادي عشر: باب بغي معاوية وامتناع أمير المؤمنين صلوات الله عليه عن تأميره وتوجهه إلى الشام للقائه إلى ابتداء غزوات صفين. 365
11 الباب الثاني عشر: باب جمل ما وقع بصفين من المحاربات والاحتجاجات إلى التحكيم 447