بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٢ - الصفحة ٢٨
فسمع عبيد الله بن أبي رافع وهو كاتب علي بن أبي طالب (عليه السلام) عبد الله بن الزبير وهو يقول للزبير وطلحة وسعيد بن العاص لقد التفت إلى زيد بن ثابت فقلت له: إياك أعني واسمعي يا جارة. فقال له عبيد الله: يا سعيد بن العاص وعبد الله بن الزبير إن الله يقول في كتابه: * (وأكثرهم للحق كارهون) * قال عبيد الله: فأخبرت عليا فقال: لئن سلمت لأحملنهم على الطريق قاتل الله ابن العاص لقد علم في كلامي أني أريده وأصحابه بكلامي والله المستعان.
قال مالك ابن أوس: وكان علي بن أبي طالب عليه السلام أكثر ما يسكن القناة فبينا نحن في المسجد بعد الصبح إذ طلع الزبير وطلحة فجلسا ناحية عن علي (عليه السلام) ثم طلع مروان وسعيد وعبد الله بن الزبير والمسور بن مخرمة فجلسوا.
وكان علي (عليه السلام) جعل عمار بن ياسر على الخيل فقال لأبي الهيثم بن التيهان ولخالد بن زيد أبي أيوب ولأبي حية ولرفاعة بن رافع في رجال من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله): قوموا إلى هؤلاء القوم فإنه بلغنا عنهم ما نكره من خلاف أمير المؤمنين إمامهم والطعن عليه وقد دخل معهم قوم من أهل الجفاء والعداوة فإنهم سيحملونهم على ما ليس من رأيهم فقال: فقاموا وقمنا معهم حتى جلسوا إليهم فتكلم أبو الهيثم بن التيهان فقال: إن لكم لقدما في الاسلام وسابقة وقرابة من أمير المؤمنين (عليه السلام) وقد بلغنا عنكم طعن وسخط لأمير المؤمنين فإن يكن أمر لكما خاصة فعاتبا ابن عمتكما وإمامكما وإن كان نصيحة للمسلمين فلا تؤخراه عنه ونحن عون لكما فقد علمتما أن بني أمية لن تنصحكما أبدا وقد عرفتما - وقال أحمد عرفتم - عدواتهم لكما وقد شركتما في دم عثمان ومالأتما.
فسكت الزبير وتكلم طلحة فقال: افرغوا جميعا مما تقولون فإني قد عرفت أن في كل واحد منكم خطبة.
فتكلم عمار بن ياسر رحمه الله فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي.
(صلى الله عليه وآله) وقال: أنتما صاحبا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد
(٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: باب بيعة أمير المؤمنين عليه السلام وما جرى بعدها من نكث الناكثين إلى غزوة الحمل 1
2 الباب الثاني: باب احتجاج أم سلمة على عائشة ومنعها عن الخروج 149
3 الباب الثالث: باب ورود البصرة ووقعه الجمل وما وقع فيها من الإحتجاج 171
4 الباب الرابع: باب احتجاجه عليه السلام على أهل البصرة وغيرهم بعد انقضاء الحرب وخطبه (عليه السلام) عند ذلك. 221
5 الباب السادس: باب نهى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم عائشة عن مقاتلة علي عليه السلام وإخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم إياها بذلك 277
6 الباب السابع: باب أمر الله ورسوله بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين وكل من قاتل عليا صلوات الله عليه وفي [بيان] عقاب الناكثين. 289
7 الباب الثامن: باب حكم من حارب عليا أمير المؤمنين صلوات الله عليه 319
8 الباب التاسع: باب احتجاجات الأئمة عليهم السلام وأصحابهم على الذين أنكروا على أمير المؤمنين صلوات الله عليه حروبه. 343
9 الباب العاشر: باب خروجه صلوات الله عليه من البصرة وقدومه الكوفة إلى خروجه إلى الشام 351
10 الباب الحادي عشر: باب بغي معاوية وامتناع أمير المؤمنين صلوات الله عليه عن تأميره وتوجهه إلى الشام للقائه إلى ابتداء غزوات صفين. 365
11 الباب الثاني عشر: باب جمل ما وقع بصفين من المحاربات والاحتجاجات إلى التحكيم 447