قالوا [له] ننشدك الله ألا ترى الفتنة؟ ألا ترى إلى ما حدث في الاسلام؟
ألا تخاف الله؟ فقال: قد أجبتكم لما أرى منكم واعلموا أني إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم وإن تركتموني فإنما أنا كأحدكم بل أنا أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم فقالوا: ما نحن بمفارقيك حتى نبايعك قال: إن كان لابد من ذلك ففي المسجد إن بيعتي لا تكون خفيا ولا تكون إلا عن رضا المسلمين وفي ملاء وجماعة.
فقام والناس حوله فدخل المسجد وانثال عليه المسلمون فبايعوه [و] فيهم طلحة والزبير.
قال: وروى أبو عثمان الجاحظ (1) قال: أرسل طلحة والزبير إلى علي (عليه السلام) قبل خروجهما إلى مكة مع محمد بن طلحة وقالا: لا تقل له يا أمير المؤمنين وقل له: يا أبا الحسن لقد فال فيك رأينا وخاب ظننا أصلحنا لك الامر ووطدنا لك الامرة وأجلبنا على عثمان حتى قتل فلما طلبك الناس لأمرهم جئناك وأسرعنا إليك وبايعناك وقدنا إليك أعناق العرب ووطئ المهاجرون والأنصار أعقابنا في بيعتك حتى إذا ملكت عنانك استبددت برأيك عنا ورفضتنا رفض التريكة وملكت أمرك الأشتر وحكيم بن جبلة وغيرهما من الاعراب ونزاع الأمصار فكنا فيما رجوناه منك كما قال الأول:
فكنت كمهريق الذي في سقائه * لرقراق آل فوق رابية صلد فلما جاءه محمد بن طلحة. وأبلغه ذلك قال (عليه السلام): اذهب إليهما فقل لهما: فما الذي يرضيكما فذهب وجاء وقال: إنهما يقولان: ول أحدنا البصرة والآخر الكوفة فقال: والله إني لا آمنهما وهما عندي بالمدينة فكيف آمنهما وقد وليتهما العراقين اذهب إليهما فقل: أيها الشيخان أحذرا من الله ونبيه على أمته ولابتغيا المسلمين غائلة وكيدا وقد سمعتما قول الله " تلك الدار الآخرة