25 - نهج البلاغة: ومن خطبة له [عليه السلام]: قد طلع طالع ولمع لامع ولاح لايح واعتدل مائل واستبدل الله بقوم قوما وبيوم يوما وانتظرنا الغير انتظار المجدب المطر وإنما الأئمة قوام الله على خلقه وعرفاؤه على عباده ولا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وأنكروه.
وإن الله تعالى خصكم بالاسلام واستخلصكم له وذلك لأنه اسم سلامة وجماع كرامة اصطفى الله تعالى منهجه وبين حججه من ظاهر علم وباطن حكم لا تفنى غرائبه ولا تنقضي عجائبه فيه مرابيع النعم ومصابيح الظلم لا تفتح الخيرات إلا بمفاتيحه ولا تكشف الظلمات إلا بمصابيحه قد أحمى حماه وأرعى مرعاه فيه شفاء المشتفى وكفاية المكتفى توضيح: قيل هذه خطبة خطب بها (عليه السلام) بعد قتل عثمان وانتقال الخلافة إليه ويمكن أن يكون المراد بطلوع الطالع ظهور إمرته وخلافته (عليه السلام) وأن يشير ب " لموع " اللامع إلى ظهورها من حيث هي حق له وسطوع أنوار العدل بصيرورتها إليه، وب " لوح اللائح " إلى الحروب والفتن الواقعة بعد انتقال الامر إليه.
وقيل المراد بالجميع واحد فيحتمل أن يكون المراد طلع ما كان طالعا فإن الخلافة كانت له (عليه السلام) حقيقة أي طلع ظاهرا ما كان طالعا حقيقة كقوله (عليه السلام): " واعتدل مائل " أي الخلافة التي كانت مائلة عن مركزها أو أركان الدين القويم.
ولعل انتظار الغير كناية عن العلم بوقوعه أو الرضى بما قضى الله من ذلك والمراد " بالغير " ما جرى قبل ذلك من قتل عثمان وانتقال الامر إليه عليه السلام أو ما سيأتي من الحروب والوقايع والأول أنسب.
قوله (عليه السلام): " قوام الله " أي يقومون بمصالحهم وقيم المنزل هو