بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٢ - الصفحة ٢٣
وكثرة العطاء، وأما الذين اهتضموا فقنعوا ومرنوا على القناعة فلما ولي عثمان أجرى الامر على ما كان عمر يجريه فازداد وثوق العوام بذلك، ومن ألف أمرا شق عليه فراقه فلما ولي أمير المؤمنين عليه السلام أراد أن يرد الامر إلى ما كان في أيام رسول الله صلى الله عليه وآله وقد نسي ذلك ورفض وتخلل بين الزمانين اثنان وعشرون سنة فشق ذلك عليهم وأنكروه وأكبروه حتى حدث ما حدث ولله أمر هو بالغه.
بيان: قوله [عليه السلام]: " كنت كارها " أي طبعا وإن أحبها شرعا. أو كنت كارها قبل دعوتكم لعدم تحقق الشرائط. والمراد بالوالي الوالي بغير الاستحقاق، والعامل بغير أمر الله فيها. فعلى الوجه الأول التعليل للكراهة طبعا لعسر العمل بأمر الله فيها. وعلى [الوجه] الثاني التعليل لعدم التعرض قبل تحقق الشرائط لأنها تكون حينئذ ولاية جور أيضا.
وقال الجوهري: راقني الشئ: أعجبني ومنه قولهم: غلمان روقة وجوار روقة أي حسان.
ولعل مفعول القول محذوف أو هو " جرمنا " وقوله: " يقولون " تأكيد للقول أولا.
وقال الجوهري: الطاق: ضوب من الثياب. وقال: القطر: ضرب من البرود يقال لها: القطرية.
8 - وروى ابن أبي الحديد أيضا عن الطبري وغيره أن الناس غشوه وتكاثروا عليه يطلبون مبايعته وهو يأبى ذلك ويقول: دعوني والتمسوا غيري فإنا مستقبلون أمرا له وجوه وألوان لا تثبت عليه العقول ولا تقوم له القلوب.

٨ - رواه الطبري في أوائل حوادث سنة: (٣٥) من تاريخه: ج ١، ص ٣٠٧٦، وفي ط الحديث ببيروت: ج ٤ ص ٤٣٤.
ورواه عنه ابن أبي الحديد في شرح المختار: (١٩٨) من نهج البلاغة: ج ٣ ص ٥٧٢ ط الحديث ببيروت.
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: باب بيعة أمير المؤمنين عليه السلام وما جرى بعدها من نكث الناكثين إلى غزوة الحمل 1
2 الباب الثاني: باب احتجاج أم سلمة على عائشة ومنعها عن الخروج 149
3 الباب الثالث: باب ورود البصرة ووقعه الجمل وما وقع فيها من الإحتجاج 171
4 الباب الرابع: باب احتجاجه عليه السلام على أهل البصرة وغيرهم بعد انقضاء الحرب وخطبه (عليه السلام) عند ذلك. 221
5 الباب السادس: باب نهى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم عائشة عن مقاتلة علي عليه السلام وإخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم إياها بذلك 277
6 الباب السابع: باب أمر الله ورسوله بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين وكل من قاتل عليا صلوات الله عليه وفي [بيان] عقاب الناكثين. 289
7 الباب الثامن: باب حكم من حارب عليا أمير المؤمنين صلوات الله عليه 319
8 الباب التاسع: باب احتجاجات الأئمة عليهم السلام وأصحابهم على الذين أنكروا على أمير المؤمنين صلوات الله عليه حروبه. 343
9 الباب العاشر: باب خروجه صلوات الله عليه من البصرة وقدومه الكوفة إلى خروجه إلى الشام 351
10 الباب الحادي عشر: باب بغي معاوية وامتناع أمير المؤمنين صلوات الله عليه عن تأميره وتوجهه إلى الشام للقائه إلى ابتداء غزوات صفين. 365
11 الباب الثاني عشر: باب جمل ما وقع بصفين من المحاربات والاحتجاجات إلى التحكيم 447