174 - الإحتجاج: عن المبارك بن فضالة عن رجل ذكره قال: أتى رجل أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد الجمل فقال له: يا أمير المؤمنين رأيت في هذه الواقعة أمرا هالني من روح قد بانت وجثة قد زالت ونفس قد فاتت لا أعرف فيهم مشركا بالله تعالى فالله الله فما يحللني من هذا فإن يك شرا فهذا يتلقى بالتوبة وإن يك خيرا ازددنا أخبرني عن أمرك هذا الذي أنت عليه أفتنة عرضت لك؟ فأنت تنفح الناس بسيفك أم شئ خصك به رسول الله صلى الله عليه وآله؟.
فقال له علي: إذا أخبرك إذا أنبئك إذا أحدثك إن ناسا من المشركين أتوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأسلموا ثم قالوا لأبي بكر: استأذن لنا على رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى نأتي قومنا فنأخذ أموالنا ثم نرجع فدخل أبو بكر على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاستأذن لهم فقال عمر: يا رسول الله أيرجع من الاسلام إلى الكفر؟ قال: وما علمك يا عمر ان ينطلقوا فيأتوا بمثلهم معهم من قومهم؟ ثم إنهم أتوا أبا بكر في العام المقبل فسألوه أن يستأذن لهم على النبي (صلى الله عليه وآله) فاستأذن لهم وعنده عمر فقال مثل قوله فغضب النبي (صلى الله عليه وآله) ثم قال: والله ما أراكم تنتهون حتى يبعث الله عليكم رجلا من قريش يدعوكم إلى الله فتختلفون عنه اختلاف الغنم الشرد فقال له أبو بكر: فداك أبي وأمي يا رسول الله أنا هو؟ فقال:
لا. فقال عمر: فأنا هو يا رسول الله صلى الله عليه وآله؟ فقال: لا. قال عمر: فمن هو يا رسول الله فأومى إلي وأنا أخصف نعل رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: هو خاصف النعل عندكما ابن عمي وأخي وصاحبي ومبرئ ذمتي والمؤدي عني ديني وعدتي والمبلغ عني رسالتي ومعلم الناس من بعدي ويبين لهم من تأويل القرآن مالا يعلمون فقال الرجل: اكتفي منك بهذا يا أمير المؤمنين ما بقيت.
فكان ذلك الرجل أشد أصحاب علي عليه السلام فيما بعد على من خالفه.
بيان قال الجوهري: نفحه بالسيف. تناوله من بعيد. وفي بعض النسخ " تنصح " بالصاد المهملة والأول أظهر. قوله (عليه السلام) " غنم الشرد " من