يا أخا بكر أما علمت أن دار الحرب يحل ما فيها وأن دار الهجرة يحرم ما فيها إلا بحق فمهلا مهلا رحمكم الله فإن لم تصدقوني وأكثرتم علي وذلك أنه تكلم في هذا غير واحد فأيكم يأخذ عائشة بسهمه؟!
فقالوا: يا أمير المؤمنين أصبت وأخطأنا وعلمت وجهلنا فنحن نستغفر الله تعالى ونادى الناس من كل جانب أصبت يا أمير المؤمنين أصاب الله بك الرشاد والسداد.
فقام عمار فقال: أيها الناس والله إن اتبعتموه وأطعتموه لن يضل عن منهل نبيكم (عليه السلام) حتى قيس شعرة وكيف لا يكون ذلك وقد استودعه رسول الله (صلى الله عليه وآله) علم المنايا والوصايا وفصل الخطاب على منهج هارون (عليه السلام) وقال له: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " فضلا خصه الله به وإكراما منه لنبيه (صلى الله عليه وآله) حيث أعطاه ما لم يعطه أحدا من خلقه.
ثم قال أمير المؤمنين: انظروا رحمكم الله ما تؤمرون به فامضوا له فإن العالم أعلم بما يأتي به من الجاهل الخسيس الاخس فإني حاملكم إنشاء الله إن أطعتموني على سبيل النجاة وإن كانت فيه مشقة شديدة ومرارة عتيدة، والدنيا حلوة الحلاوة لمن اغتر بها من الشقوة والندامة عما قليل.
ثم إني أخبركم أن جيلا من بني إسرائيل أمرهم نبيهم أن لا يشربوا من النهر. فلجوا في ترك أمره فشربوا منه إلا قليلا منهم فكونوا رحمكم الله من أولئك الذين أطاعوا نبيهم ولم يعصوا ربهم.
وأما عائشة فأدركها رأي النساء ولها بعد ذلك حرمتها الأولى والحساب على الله يعفو عمن يشاء ويعذب من يشاء.
بيان فلان ذو عارضة أي ذو جلد وصرامة وقدرة على الكلام ذكره الجوهري وقال: قال الأصمعي: الترهات: الطرق الصغار غير الجادة تتشعب عنها. الواحدة: ترهة فارسي معرب ثم استعير في الباطل. وقال: يقال بينهما قيس رمح وقاس رمح أي قدر رمح. والعتيد: الحاضر المهيأ.