الله عليه وآله): " لن يفلح قوم يدبر أمرهم امرأة " فانصرفت واعتزلتهم.
وقد روي هذا الخبر على صورة أخرى: أن قوما يخرجون بعدي في فئة رأسها امرأة لا يفلحون أبدا وكان الجمل لواء عسكر البصرة لم يكن لواء غيره فلما تواقف الجمعان قال علي (عليه السلام): لا تقاتلوا القوم حتى يبدؤكم فإنكم بحمد الله على حجة وكفكم عنهم حتى يبدؤكم حجة أخرى وإذا قاتلتموهم فلا تجهزوا على جريح فإذا هزمتموهم فلا تتبعوا مدبرا ولا تكشفوا عورة ولا تمثلوا بقتيل وإذا وصلتم إلى رحال القوم فلا تهتكوا سترا ولا تدخلوا دارا ولا تأخذوا من أموالهم شيئا ولا تهيجوا امرأة بأذى وإن شتمن أعراضكم وسببن أمراءكم وصلحاءكم فإنهن ضعفاء القوى والأنفس والعقول ولقد كنا نؤمر بالكف عنهن وإنهن لمشركات وإن كان الرجل ليتناول المرأة بالهراوة والجريدة فيعير بها وعقبه من بعده.
قال: وقتل بنو ضبة حول الجمل فلم يبق فيهم إلا من لا نفع عنده وأخذت الأزد بخطامه فقالت عائشة: من أنتم؟ قالوا: الأزد قالت: صبرا فإنما يصبر الأحرار. ورمى الجمل بالنبل حتى صارت القبة عليه كهيئة القنفذ فقال علي (عليه السلام) - لما فني الناس على خطام الجمل وقطعت الأيدي وسالت النفوس -: ادعوا لي الأشتر وعمارا فجاءا فقال: اذهبا فاعقرا هذا الجمل فإنهم قد اتخذوه قبلة فذهبا ومعهما فتيان من مراد يعرف أحدهما بعمر بن عبد - الله فما زالا يضربان الناس حتى خلصا إليه فضربه المرادي على عرقوبيه فأقعى وله رغاء ثم وقع لجبنه وفر الناس من حوله فنادى علي: اقطعوا أنساع الهودج. ثم قال لمحمد بن أبي بكر: اكفئ أختك. فحملها محمد حتى أنزلها دار عبد الله بن خلف الخزاعي.
169 - الكافي: علي عن أبيه والقاساني جميعا عن الأصبهاني عن المنقري عن فضيل بن عياض عن أبي عبد الله قال: قال أمير المؤمنين يوم البصرة نادى