أيها الناس إن الله اختارنا لنبوته واصطفانا على خلقه وأنزل علينا كتابه ووحيه وأيم الله لا ينتقصنا أحد من حقنا شيئا إلا ينقصه الله في عاجل دنياه وآجل آخرته ولا يكون علينا دولة إلا كانت لنا العاقبة ولتعلمن نبأه بعد حين.
ثم جمع بالناس وبلغ أباه كلامه فلما انصرف إلى أبيه (عليه السلام) نظر إليه فما ملك عبرته أن سالت على خديه ثم استدناه إليه فقبل بين عينيه وقال:
بأبي أنت وأمي ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم.
180 - معاني الأخبار: ماجيلويه عن عمه عن الكوفي عن سفيان الحريري عن علي بن الحزور عن ابن نباته قال: لما أقبل أمير المؤمنين (عليه السلام) من البصرة تلقاه أشراف الناس فهنوه وقالوا: إنا نرجوا أن يكون هذا الامر فيكم ولا ينازعكم فيه أحد أبدا. فقال: هيهات - في كلام له - أنى ذلك ولما ترمون بالصلعاء. قالوا: يا أمير المؤمنين وما الصلعاء؟ قال: يؤخذ أموالكم قهرا فلا تمنعون [فلا تمتنعون " خ ل "].
بيان قال في النهاية: الصلعاء: الأرض التي لا تنبت. وفي حديث عائشة أنها قالت لمعاوية حين ادعى زيادا: ركبت الصليعاء أي الداهية والامر الشديد أو السوءة الشنيعة البارزة المكشوفة.
181 - الخرائج: روي عن أبي الصيرفي عن رجل من مراد: قال: كنت واقفا على رأس أمير المؤمنين (عليه السلام) يوم البصرة إذ أتاه ابن عباس بعد القتال فقال: إن لي [إليك] حاجة فقال (عليه السلام): ما أعرفني بالحاجة التي جئت فيها تطلب الأمان لابن الحكم؟ قال: نعم أريد أن تؤمنه قال: آمنته