وفي هذه السنة صالح معاوية الروم على مال حمله إليهم لشغله بحرب علي (عليه السلام).
167 - نهج البلاغة: ومن كلام له (عليه السلام) لما مر بطلحة وعبد الرحمان بن عتاب بن أسيد وهما قتيلان يوم الجمل:
لقد أصبح أبو محمد بهذا المكان غريبا أما والله لقد كنت أكره أن تكون قريش قتلى تحت بطون الكواكب أدركت وترى من بني عبد مناف وأفلتتني أعيان بني جمح لقد أتلعوا أعناقهم إلى أمر لم يكونوا أهله فوقصوا دونه.
بيان: عبد الرحمان من التابعين وأبوه كان أمير مكة في زمن الرسول (صلى الله عليه وآله). والوتر: الجناية التي يجنيها الرجل على غيره من قتل أو نهب أو سبي.
وأعيان بني جمح في بعض النسخ بالرأي أي ساداتهم: أو جمع عير بمعنى الحمار وهو ذم لجماعة من بني جمح حضروا الجمل وهربوا ولم يقتل منهم إلا اثنان. وأتلعوا أعناقهم أي رفعوها. والوقص كسر العنق يقال: واقص الرجل فهو موقوص.
168 - وقال ابن أبي الحديد: ركبت عائشة يوم الحرب الجمل المسمى عسكرا في هودج قد ألبس الرفوف ثم ألبس جلود النمر ثم ألبس فوق ذلك دروع الحديد.
وروى الشعبي عن مسلم بن أبي بكرة عن أبيه قال: لما قدم طلحة والزبير البصرة تقلدت سيفي وأنا أريد نصرهما فدخلت على عائشة وإذا هي تأمر وتنهى وإذا الامر أمرها فذكرت حديثا كنت سمعته من رسول الله (صلى -