ثم مشى قليلا فمر بكعب بن سور فقال: هذا الذي خرج علينا في عنقه المصحف يزعم أنه ناصر أمه يدعو الناس إلى ما فيه وهو لا يعلم ما فيه ثم استفتح فخاب كل جبار عنيد أما إنه دعا الله أن يقتلني فقتله الله اجلسوا كعب بن سور فأجلس فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): يا كعب لقد وجدت ما وعدني ربي حقا فهل وجدت ما وعدك ربك حقا؟ ثم قال:
اضجعوا كعبا.
ومر على طلحة بن عبيد الله فقال: هذا الناكث بيعتي والمنشئ الفتنة في الأمة والمجلب علي والداعي إلى قتلي وقتل عترتي. اجلسوا طلحة بن عبيد الله فأجلس فقال له أمير المؤمنين: يا طلحة قد وجدت ما وعدني ربي حقا فهل وجدت ما وعدك ربك حقا؟ ثم قال: اضجعوا طلحة وسار.
فقال له بعض من كان معه: يا أمير المؤمنين أتكلم كعبا وطلحة بعد قتلهما؟ فقال: أم والله لقد سمعا كلامي كما سمع أهل القليب كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم بدر.
إيضاح: جدعت أنفي أي لم أكن أحب قتل هؤلاء؟ وهم من قبيلتي وعشيرتي ولكن اضطررت إلى ذلك.
[قوله:] " بذي نخيرة " النخير: صوت بالأنف أي كان يقيم الفتنة لكن لم يكن له بعد قيامها صوت وحركة بل كان يخاف ويولول يقال: ولولت المرأة إذا اعولت " وما علمت " أي فيما علمت وفي علمي " ممن أوضع " على بناء المعلوم أي ركض دابته وأسرع أو على بناء المجهول. قال الجوهري يقال: وضع الرجل في تجارته وأوضع على ما لم يسم فاعله فيهما أي خسر " فنهنهت عنه " أي كففت وزجرت.
" وكان هذا مما خفي علي " أي لم أعلم بوقت قتله.
فتيان قريش مبتدء والاغمار [خبره، وهو]: جمع الغمر بالضم وبضمتين وهو الذي لم يجرب الأمور ذكره الجوهري وقال: لحج السيف وغيره بالكسر يلحج لحجا أي نشب في الغمد فلا يخرج ومكان لحج أي ضيق.