وابن عمر، [وأما] أساتر بن زيد [فقد] سلم بعد ذلك ورضي ودعا لعلي (عليه السلام) واستغفر له وبرئ من عدوه وشهد أنه على الحق ومن خالفه ملعون حلال الدم.
قال أبان قال سليم: لما التقى أمير المؤمنين (عليه السلام) وأهل البصرة يوم الجمل نادى علي (عليه السلام) الزبير: يا أبا عبد الله اخرج إلي فقال له أصحابه: يا أمير المؤمنين تخرج إلى الزبير الناكث بيعته وهو على فرس شاك في السلاح وأنت على بغلة بلا سلاح فقال علي (عليه السلام): إن علي جنة واقية، لن يستطيع أحد فرارا من أجله وإني لا أموت ولا أقتل إلا على يدي أشقاها كما عقر ناقة الله أشقى ثمود.
فخرج إليه الزبير فقال: أين طلحة ليخرج فخرج طلحة فقال: نشدتكما الله أتعلمان وأولوا العلم من آل محمد وعائشة بنت أبي بكر أن أصحاب الجمل وأهل النهر ملعونون على لسان محمد وقد خاب من افترى؟ فقال الزبير: كيف نكون ملعونين ونحن من أهل الجنة؟ قال علي (عليه السلام):
لو علمت أنكم من أهل الجنة لما استحللت قتالكم فقال الزبير: أما سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول يوم أحد " أوجب طلحة الجنة ومن أراد أن ينظر إلى شهيد يمشي على الأرض حيا فلينظر إلى طلحة " أوما سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول عشرة من قريش في الجنة؟ فقال علي عليه السلام فسمهم فقال: فلان وفلان وفلان حتى عد تسعة فيهم أبو عبيدة بن الجراح وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل فقال علي (عليه السلام): عددت تسعة فمن العاشر؟ قال الزبير: أنت فقال: أما أنت فقد أقررت أني من أهل الجنة وأما ما ادعيت لنفسك وأصحابك فإني به لمن الجاحدين والله إن بعض من سميت لقى تابوت في جب في أسفل درك من جهنم على ذلك الجب صخرة إذا أراد الله أن يسعر جهنم رفع تلك الصخرة فأسعر جهنم سمعت ذلك من رسول الله [صلى الله عليه وآله وسلم] وإلا أظفرك الله بي وسفك دمي بيدك وإلا فأظفرني الله بك وأصحابك فرجع الزبير إلى أصحابه وهو يبكي.
ثم أقبل على طلحة فقال: يا طلحة معكما نساؤكما؟ قال: لا قال:
عمدتما إلى امرأة موضعها في كتاب الله القعود في بيتها فأبرزتماها وصنتما