بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٩ - الصفحة ٥
وابن عبادة ومن معه من الأنصار؟
قال: كل من الأمة.
فقال علي عليه السلام: فكيف تحتج بحديث النبي صلى الله عليه وآله وأمثال هؤلاء قد تخلفوا عنك، وليس للأمة فيهم طعن، ولا في صحبة الرسول ونصيحته منهم تقصير؟!
قال: ما علمت بتخلفهم إلا من بعد إبرام الامر، وخفت إن دفعت عني الامر أن يتفاقم (1) إلى أن يرجع الناس مرتدين عن الدين، وكان ممارستكم إلى أن أجبتم أهون مؤنة على الدين وأبقى له من ضرب الناس بعضهم ببعض فيرجعوا كفارا، وعلمت أنك لست بدوني في الابقاء عليهم وعلى أديانهم!.
قال علي عليه السلام: اجل، ولكن أخبرني عن الذي يستحق هذا الامر، بما يستحقه؟
فقال أبو بكر: بالنصيحة، والوفاء، ودفع المداهنة (2)، والمحاباة (3)، وحسن السيرة، وإظهار العدل، والعلم بالكتاب والسنة وفصل الخطاب، مع الزهد في الدنيا وقلة الرغبة فيها، وانصاف المظلوم من الظالم للقريب (4) والبعيد.. ثم سكت.
فقال علي عليه السلام: والسابقة والقرابة؟!
فقال أبو بكر: والسابقة والقرابة.
قال (5): فقال علي عليه السلام: أنشدك بالله (6) يا أبا بكر أفي نفسك تجد

(١) في المصدر: يعظم.
قال في القاموس ٤ / ١٦٠: فقم الامر: لم يجر على استواء وعظم كفقم وتفاقم.
(٢) قال في القاموس ٤ / ٢٢٤: المداهنة: إظهار خلاف ما يضمر.
(٣) قال في القاموس ٤ / ٣١٥: حاباه محاباة وحباء: نصره واختصه ومال إليه.
وعليه تكون معطوفة على النصحية.
(٤) في المصدر: القريب.
(٥) من قوله: فقال علي عليه السلام: والسابقة.. إلى قوله: قال لا يوجد في المصدر المطبوع.
(٦) هذا هو الحديث المعروف بحديث المناشدة، وقد ورد بألفاظ مختلفة في مواطن كثيرة في كتب الفريقين عن أكثر المعصومين سلام الله عليهم وعن جملة من الصحابة والتابعين.
ومن الموارد مناشدته عليه السلام يوم الشورى، ذكرها الخوارزمي في المناقب: ٢٠٧ عن عدة من الرواة، والحمويني في فرائد السمطين، وغيرهما.
قال ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة ٢ / ٦١:.. نحن نذكر في هذا الموضع ما استفاض في الروايات من مناشدة أصحاب الشورى وتعديده فضائله وخصائصه التي بان بها عنهم وعن غيرهم، قد روى الناس ذلك فأكثروا.. إلى آخره.
وانظر مناشدته عليه السلام أيام عثمان بن عفان ويوم الرحبة وغيرها من المواطن، جاء في الإصابة ٢ / ٤٠٨ و ٤ / ٨٠، وشرح النهج لابن أبي الحديد ١ / ٣٦٢، والنسائي في الخصائص:
٢٢، وغيرهم.
وانظر: الغدير ١ / ١٥٩ و ١٦٣ و ٢١٣، وإحقاق الحق 4 / 206، 5 / 24 - 50، 6 / 305 - 340 و 473، 15 / 263 و 679 - 687، 21 / 94 - 121.
(٥)
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 مقدمة المحقق مقدمة المحقق 5
3 الباب الخامس: احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام على أبي بكر وغيره في أمر البيعة 3
4 الباب السادس: منازعة أمير المؤمنين عليه السلام العباس في الميراث 67
5 الباب السابع: نوادر الاحتجاج على أبي بكر 77
6 الباب الثامن: احتجاج سلمان وأبي بن كعب وغيرهما على القوم 79
7 الباب التاسع: ما كتب أبو بكر إلى جماعة يدعوهم إلى البيعة وفيه بعض أحوال أبي قحافة 91
8 الباب العاشر: إقرار أبي بكر بفضل أمير المؤمنين وخلافته بعد الغصب 99
9 الباب الحادي عشر: نزول الآيات في أمر فدك وقصصه وجوامع الاحتجاج فيه وفيه قصة خالد وعزمه على قتل أمير المؤمنين عليه السلام بأمر المنافقين 105
10 فصل: نورد فيه خطبة خطبتها سيدة النساء فاطمة الزهراء صلوات الله عليها احتجت بها على من غصب فدك منها 215
11 فصل: في الكلام على من يستفاد من أخبار الباب، والتنبيه على ما ينتفع به طالب الحق والصواب وهو مشتمل على فوائد الأولى: في عصمة الزهراء سلام الله عليها. 335
12 الثانية: أنها سلام الله عليها محقة في دعوى فدك 342
13 الثالثة: فدك نحلة للزهراء عليها السلام ظلمت بمنعها 346
14 الرابعة: بطلان دعوى أبي بكر من عدم توريث الأنبياء 351
15 الباب الثاني عشر: العلة التي من أجلها ترك أمير المؤمنين عليه السلام فدك لما ولي الناس 395
16 الباب الثالث عشر: علة قعوده عليه السلام عن قتال من تأمر عليه من الأوليين وقيامه إلى القتال من بغى عليه من الناكثين والقاسطين والمارقين، وعلة إمهال الله من تقدم عليه، وفيه علة قيام من قام من سائر الأئمة وقعود من قعد منهم عليهم السلام 417
17 الباب الرابع عشر: العلة التي من أجلها ترك الناس عليا عليه السلام 479
18 الباب الخامس عشر: شكاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه عمن تقدمه من المتغلبين الغاصبين والخطبة الشقشقية 497
19 شكايته من الغاصبين 549
20 حكاية ظريفة تناسب المقام 647
21 حكاية أخرى 648
22 تتميم 650