بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٨ - الصفحة ٣٧٦
وجعلني فيهم سادس ستة كسهم الجدة، فقال اقتلوا الأقل فكظمت غيظي وانتظرت امرى; وألزقت كلكلي بالأرض حتى ما وجدت إلا القتال أو الكفر بالله (1).
وقوله (عليه السلام) " ما وجدت إلا القتال أو الكفر بالله " منبها بذلك على سبب قتاله لطلحة والزبير ومعاوية، وكفه عمن تقدم، لأنه لما وجد الأعوان والنصار لزمه الامر، وتعين عليه فرض القتال والدفاع، حتى لم يجد إلا القتال أو الخلاف لله، وفي الحال الأولى كان معذورا لفقد النصار والأعوان (2).
وروى جميع أهل السير أن أمير المؤمنين (عليه السلام) والعباس لما تنازعا في الميراث وتخاصما إلى عمر، قال عمر: من يعذرني من هذين: ولي أبو بكر فقالا:
عق وظلم، والله يعلم أنه كان برا تقيا، ثم وليت فقالا: عق وظلم (3) [وهذا الكلام من أصح دليل على أن تظلمه (عليه السلام) عن القوم كان ظاهرا] وغير خاف عليهم، وإنما كانوا يجاملونه ويجاملهم.
وروى الواقدي في كتاب الجمل باسناده أن أمير المؤمنين (عليه السلام) حين بويع خطب فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: حق وباطل ولكل أهل ولئن أمير الباطل لقديما فعل، ولئن قال الحق لربما ولعل، ولقل ما أدبر شئ فأقبل، وإني لأخشى أن

(١) كتاب الغارات مخطوط، وسيجئ في باب شكوى أمير المؤمنين (عليه السلام) شطر كثير من تظلماته (عليه السلام) انشاء الله تعالى.
(٢) ويشهد على ذلك كلامه (عليه السلام) " أما والذي فلق الحبة وبرا النسمة لولا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر، وما أخذ الله على العلماء أن لا يقاروا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم، لا لقيت حبلها على غاربها ولسقيت آخرها بكأس أولها..
الخ وقد مر ص ٢٤٦ فيما سبق.
(٣) أثبته الصحاح والمسانيد ولفظ مسلم على ما في ج ٥ / ١٥٢ في حديث مالك ابن أوس "... قال: فلما توفى رسول الله قال أبو بكر أنا ولى رسول الله فجئتما تطلب ميراثك من ابن أخيك ويطلب هذا ميراث امرأته من أبيها، فقال أبو بكر: قال رسول الله ما نورث ما تركناه صدقة فرأيتماه كاذبا آثما غادرا خائنا والله يعلم أنه لصادق بار راشد تابع للحق، ثم توفى أبو بكر وأنا ولى رسول الله وولى أبى بكر فرأيتماني كاذبا آثما غادرا خائنا والله يعلم انى لصادق بار راشد تابع للحق فوليتها... الحديث.
راجع صحيح البخاري كتاب النفقات الباب ٣ كتاب المغازي الباب ١٤ كتاب الاعتصام الباب ٥ سنن أبي داود كتاب الامارة ١٩، سنن الترمذي كتاب السير الباب ٤٣ مسند الإمام ابن حنبل ١ / ٢٠٩، منتخب كنز العمال ٣ / 129 قال: رواه عبد الرزاق في الجامع وابن حنبل وأبو عبيد في الأموال والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وأبو عوانة وابن حبان وابن مردويه والبيهقي في السنن، وأخرجه ابن أبي الحديد في شرحه 4 / 82 وما بعده بألفاظ مختلفة عن أبي بكر الجوهري ولفظه " ظالم فاجر " وفى ص 85 ولفظه " خائن فاجر " وسيوافيك سائر المصادر في باب فدك إن شاء الله تعالى.
(٣٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 371 372 373 374 375 376 377 378 379 380 381 ... » »»
الفهرست