بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٨ - الصفحة ٣٧٢
روى ذلك إلا أن أقل ما في هذا الباب أن يمنعك هذا من القطع على أن النكير زال وارتفع، والرضا حصل وثبت، وإن أردت ما ذكرناه أولا فهو يجري مجرى المشاهدات لان وجودها في الرواية أظهر من أن يدفع، ولم يزل أمير المؤمنين (عليه السلام) متظلما متألما منذ قبض الرسول (صلى الله عليه وآله) إلى أن توفاه الله إلى جنته، ولم يزل أهله وشيعته يتظلمون له من دفعه عن حقه، وكان ذلك منه (عليه السلام) ومنهم يخفى ويظهر ويترتب في الخفاء والظهور ترتب الأوقات في شدتها وسهولتها، فكان (عليه السلام) يظهر من كلامه في هذا الباب في أيام أبي بكر ما لم يكن ظاهرا في أيام عمر، ثم قوى كلامه وصرح بكثير مما في نفسه في أيام عثمان ثم أزداد قوة في أيام تسليم الامر إليه ومن عنى بقراءة الآثار علم أن الامر جرى على ما ذكرناه.
روى أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد الثقفي عن عثمان بن أبي شيبة العبسي عن خالد المدايني، عن خالد الحذاء، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال: سمعت عليا (عليه السلام) على المنبر يقول: قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وما من الناس أحد أولى بهذا الامر مني (1).
وروي إبراهيم الثقفي قال أخبرنا عثمان بن أبي شيبة وأبو نعيم الفضل بن دكين عن فطر بن خليفة عن جعفر بن عمرو بن حريث عن أبيه قال: سمعت عليا (عليه السلام) يقول:

(١) كتاب الثقفي (الغارات) غير مطبوع بعد، واما كونه (عليه السلام) أحق بهذا الامر، فقد روى في النهج تحت الرقم ٢١٥ كلاما يشبه هذا وهو قوله: " اللهم إني استعديك على قريش ومن أعانهم فإنهم قد قطعوا رحمي واكفأوا انائي وأجمعوا على منازعتي حقا كنت أولى به من غيري، وقالوا الا ان في الحق أن تأخذه وفى الحق أن تمنعه فاصبر مغموما أومت متأسفا، الخطبة وذكره الحميدي في شرح النهج ٣ / ٣٧ وقال في شرحه:
قد روى كثير من المحدثين أنه عقيب يوم السقيفة تألم وتظلم واستنجد واستصرخ حيث ساموه الحضور والبيعة وأنه قال وهو يشير إلى القبر " يا ابن أم ان القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني " وأنه قال: وا جعفراه ولا جعفر لي اليوم، وا حمزتاه ولا حمزة لي اليوم، وقد ذكرنا من هذا المعنى جملة صالحة فيما تقدم.
(٣٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 367 368 369 370 371 372 373 374 375 376 377 ... » »»
الفهرست