بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٨ - الصفحة ٣٧٥
وقد روى أيضا من طرق مختلفة وبألفاظ متقاربة المعاني خطاب سلمان الفارسي رضي الله عنه للقوم وانكاره ما فعلوه، وقوله " أصبتم وأخطأتم أصبتم سنة الأولين وأخطأتم أهل بيت نبيكم " (صلى الله عليه وآله) وقوله ما أدرى " أنسيتم أم تناسيتم أو جهلتم أم تجاهلتم " وقوله " والله لو أعلم أنى أعز لله دينا أو أمنع لله ضيما لضرب بسيفي قدما قدما " (1).
ولم نذكر أسانيد هذه الأخبار وطرقها بألفاظها لئلا يطول به الكتاب ومن أراده أخذه من مظانه، وهذا الخلاف من سلمان وبريدة لا ينفع فيه أن يقال: رضى سلمان بعده وتولى الولايات وأمسك بريدة وسلم وبايع لان تصريحهم بسبب الخلاف يقتضى أن الرضا لا يقع منهما أبدا، وأنهما وإن كفا في المستقبل عن الانكار، لفقد النصار والخوف عن النفس، فان قلوبهم منكرة، ولكن ليس لمضطر اختيار.
وروى إبراهيم الثقفي، عن يحيى بن عبد الحميد الحماني، عن عمرو بن حريث عن حبيب بن أبي ثابت، وعن ثعلبة بن يزيد الحماني، عن علي (عليه السلام) قال: سمعته يقول: كان فيما عهد إلى النبي الأمي أن الأمة ستغدر بك (2).
وروى إبراهيم، عن إسماعيل بن عمرو البجلي قال: حدثنا هشيم بن بشير الواسطي عن إسماعيل بن سالم الأسدي، عن أبي إدريس الأودي عن علي (عليه السلام) قال:
لان أخر من السماء إلى الأرض فتخطفني الطير أحب إلى من أن أقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولم أسمعه قال لي يا علي ستغدر بك الأمة بعدى.
وروى زيد بن علي بن الحسين قال: كان علي (عليه السلام) يقول: بايع الناس والله أبا بكر وأنا أولى بهم منى بقميصي هذا فكظمت غيظي، وانتظرت أمري وألزقت كلكلي بالأرض ثم إن أبا بكر هلك واستخلف عمر، وقد والله [أ] علم أنى أولى بالناس منى بقميصي هذا، فكظمت غيظي، وانتظرت أمري، ثم إن عمر هلك وجعلها شورى

(1) راجع ص 193 و 211 و 278 وغير ذلك.
(2) حديث غدر الأمة قد مضى مصادره ص 41 و 45 في المتن وص 65 في الذيل و المتن..
(٣٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 370 371 372 373 374 375 376 377 378 379 380 ... » »»
الفهرست