بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٨ - الصفحة ٣٠٧
عظيمة (1).
بيان: حلب الدم كناية عن فعل ما يورث الندم وجلب ما يضر جالبه، و جر النار إلى القرصة عن جلب النفع، أي هو يجر النفع بشهادته فلا تسمع.
49 - تفسير علي بن إبراهيم: أبى عن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن صلوات الله عليه قال جاء العباس إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: انطلق نبايع لك الناس، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): أتراهم فاعلين؟ قال: نعم، قال فأين قول الله تعالى: " ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين " (2).
بيان التنزيل: لابن شهرآشوب عن العياشي باسناده عن أبي الحسن (عليه السلام) مثله.
50 - أقول: قال علي بن الحسين المسعودي في كتاب الوصية: قام أمير - المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) بأمر الله جل وعلا، وعمره خمس وثلاثون سنة واتبعه المؤمنون، وقعد عنه المنافقون، ونصبوا للملك وأمر الدنيا رجلا اختاروه لأنفسهم دون من اختاره الله، عز وجل، ورسول الله (صلى الله عليه وآله).
فروي أن العباس رضي الله عنه صار إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وقد قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال له: امدد يدك أبايعك، فقال: ومن يطلب هذا الامر؟
ومن يصلح له غيرنا؟ وصار إليه ناس من المسلمين منهم الزبير وأبو سفيان صخر بن حرب فأبى واختلف المهاجرون والأنصار، فقالت الأنصار منا أمير ومنكم أمير فقال قوم من المهاجرين، سمعنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول الخلافة في قريش، فسلمت الأنصار لقريش، بعد أن داسوا سعد بن عبادة، ووطئوا بطنه، وبايع عمر بن الخطاب أبا بكر وصفق على يديه، ثم بايعه قومه ممن قدم المدينة ذلك الوقت من

(1) كتاب سليم 249 - 257، آخر الكتاب.
(2) تفسير القمي: 494، راجع شرح ذلك ص 79.
(٣٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 ... » »»
الفهرست