بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٨ - الصفحة ٣٠٩
بالبيعة فامتنع، وقال: لا أفعل: فقالوا نقتلك فقال: إن تقتلوني فاني عبد الله وأخو رسوله، وبسطوا يده فقبضها، وعسر عليهم فتحها، فمسحوا عليه وهي مضمومة (1).
ثم لقي أمير المؤمنين بعد هذا الفعل بأيام أحد القوم، فنا شده الله وذكره بأيام الله، وقال له: هل لك أن أجمع بينك وبين رسول الله حتى يأمرك وينهاك فقال له: نعم، فخرجا إلى مسجد قبا فأراه رسول الله (صلى الله عليه وآله) قاعدا فيه، فقال له: يا فلان على هذا عاهدتموني في تسليم الامر إلى علي وهو أمير المؤمنين، فرجع، وقدهم بتسليم الامر إليه، فمنعه صاحبه من ذلك، فقال هذا سحر مبين، معروف من سحر بني هاشم، أو ما تذكر يوم كنا مع ابن أبي كبشة فأمر شجرتين فالتقتا فقضى حاجته خلفهما ثم أمرهما فتفرقتا وعادتا إلى حالهما؟ فقال له. أما إن ذكرتني هذا فقد كنت معه في الكهف، فمسح يده على وجهي ثم أهوى برجله فأراني البحر، ثم أراني جعفرا وأصحابه في سفينة تعوم في البحر (2).
فرجع عما كان عزم عليه، وهموا بقتل أمير المؤمنين وتواصوا وتواعدوا بذلك، وأن يتولى قتله خالد بن الوليد، فبعثت أسماء بنت عميس إلى أمير المؤمنين بجارية لها فأخذت بعضادتي الباب ونادت " إن الملا يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين " فخرج (عليه السلام) مشتملا بسيفه، وكان الوعد في قتله أن يسلم إمامهم، فيقوم خالد إليه بسيفه، فأحسوا بأسه، فقال الامام قبل أن يسلم لا تفعلن خالد ما أمرت به (3).
ثم كان من أقاصيصهم ما رواه الناس.
وفي سنتين وشهرين وسبعة أيام من إمامة أمير المؤمنين مات ابن أبي قحافة، وهو عتيق ابن عثمان، وأوصى بالامر بعده إلى عمر بن الخطاب لعهد كان بينهما واعتزله .

(١) راجع شرح ذلك ص ٢٠٤ / ٢٦٨.
(٢) راجع الاختصاص 274.
(3) راجع ص 306 مما سبق
(٣٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 ... » »»
الفهرست