بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٧ - الصفحة ١٨٦
فما كان منا أحد يجيبه حتى كان الراد على نفسه قال: بين الركن إلى الحجر، والله لو أن عبدا عبد الله ألف عام حتى ينقطع علباؤه هرما ثم أتى الله ببغضنا (1) لرد الله عليه عمله (2).
بيان: العلباء بالكسر: عصب العنق.
45 - تفسير الإمام العسكري: قال الصادق عليه السلام: أعظم الناس حسرة (3) رجل جمع مالا عظيما بكد شديد ومباشرة الأهوال وتعرض الاخطار ثم أفنى ماله صدقات (4) ومبرات وأفنى شبابه وقوته في عبادات وصلوات وهو مع ذلك لا يرى لعلي بن أبي طالب عليه السلام حقه ولا يعرف له من الاسلام (5) محله ويرى أن من لا يعشره ولا يعشر عشير (6) معشاره أفضل منه عليه السلام يواقف على الحجج (7) فلا يتأملها ويحتج عليها بالآيات والاخبار فيأبى إلا تماديا في غيه فذاك أعظم حسرة من كل من يأتي (8) يوم القيامة وصدقاته ممثلة له في مثال الأفاعي تنهشه وصلواته وعباداته ممثلة له في مثال (9) الزبانية تتبعه (10) حتى تدعه إلى جنهم دعا، يقول: يا ويلي ألم أك من المصلين؟ ألم أك من المزكين؟ ألم أك عن أموال الناس ونسائهم من المتعففين؟ فلماذا دهيت بما دهيت؟

(1) في المصدر: ببغضنا أهل البيت.
(2) المحاسن: 168.
(3) في المصدر: حسرة يوم القيامة.
(4) في المصدر: ثم أفنى ماله في صدقات.
(5) في نسخة: في الاسلام.
(6) في نسخة: من لا يبلغ بعشر ولا بعشر عشير معشاره.
(7) في نسخة: على الحج.
(8) في نسخة: فذاك أعظم من كل حسرة يأتي.
(9) في نسخة: في مثل الزبانية.
(10) في المصدر: تدفعه.
(١٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 ... » »»
الفهرست