والخبائث العلوم الباطلة والشبهات الواهية المأخوذة عن أئمة الضلالة وأتباعهم مع أن كل ما ورد في الأغذية الجسمانية والنعم الظاهرة مأولة في بطن القرآن بالأغذية الروحانية والنعم الباطنة كما عرفت مرارا، وهي الذنوب التي كانوا فيها اي ذنب ترك الولاية وما يتبعه من الخطاء في الأعمال، والاغلال هي الخطأ في العقائد والأقوال (1) شبه آراءهم الناشئة عن ضلالتهم بالاغلال، لأنها قيدتهم و حبستهم عن الاهتداء إلى الحق، أو لأنها لزمت أعناقهم بأوزارها لزوم العل، و (من) في قوله: (من ترك) للتعليل.
وقال الفيروزآبادي: الاصر: الكسر والحبس، وبالكسر: العهد و الذنب والثقل (2) ويضم ويفتح في الكل، والجمع آصار، والآصار ككتاب:
حبل صغير يشد به أسفل الخبأ، ووتد الطنب، فقوله: وهي الآصار، إما بصيغة الجمع يريد أن قراءتهم عليهم السلام هكذا موافقا لقراءة ابن عامر، أو أن المراد بالمفرد هنا الجمع، أو أن الأغلال عمدة آصارهم وذنوبهم، فإنها متعلقة بالعقائد، أو بصيغة المفرد يريد أن الاصر مأخوذ من الاصار الذي يشد به الحبأ، ثم نسبهم:
الضمير للشيعة المذكورين في صدر الحديث، أي ذكر صفتهم وحالهم ومثوباتهم فقال: (الذين آمنوا) في القرآن: (فالذين آمنوا به) نقل بالمعنى، يعني بالامام أي الايمان بالامام داخل في الايمان بالرسول، وقد مر أن المراد بالنور أمير المؤمنين عليه السلام.
قوله: يعني الذين اجتنبوا، كأنه تفسير لقوله: (واتبعوا النور) فإن اتباع القرآن أو الامام لا يتم إلا بالبراءة من أئمة الضلال، أو المعنى أن المؤمنين المذكورين في هذه الآية هم المذكورون في الآيات الأخر المبشرون فيها، لان الآيات السابقة في الأعراف، وفي الزمر: والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عباد * الذين يستمعون القول فيتبعون