بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ٥٦
وشدتهما في عنقها، وقطعت يديه ورجليه، وتراجع الناس، فصارت قريش على الجبل فقال أبو سفيان وهو على الجبل: اعل هبل.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين: قل له:
الله أعلى وأجل.
فقال: يا علي إنه قد أنعم علينا.
فقال علي: بل الله أنعم علينا.
ثم قال: يا علي أسألك باللات والعزى هل قتل محمد؟ فقال له: لعنك الله ولعن اللات والعزى معك، والله ما قتل وهو يسمع كلامك، قال: أنت أصدق، لعن الله ابن قميئة، زعم أنه قتل محمدا.
وكان عمرو بن قيس (1) قد تأخر إسلامه، فلما بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وآله في الحرب أخذ سيفه وترسه وأقبل كالليث العادي يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ثم خالط القوم فاستشهد، فمر به رجل من الأنصار فرآه صريعا بين القتلى، فقال: يا عمرو وأنت على دينك الأول؟ قال: لا والله، إني أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ثم مات، فقال رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله: يا رسول الله إن عمرو بن ثابت (2) قد أسلم وقتل فهو شهيد؟ قال: إي والله شهيد، ما رجل لم يصل لله ركعة دخل (3) الجنة غيره.

(1) قيس خ ل ثابت خ ل أقول: في المصدر: عمرو بن قيس ولعل الصحيح: عمرو بن ثابت، قال ابن الأثير في أسد الغابة: عمرو بن ثابت بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل الأنصاري الأوسي الأشهلي، وهو أخو سلمة بن ثابت، وابن عم عباد بن بشر، استشهد يوم أحد وهو الذي قيل إنه دخل الجنة ولم يصل صلاة اه‍. ثم ذكر نحو ما في المتن.
(2) في المصدر: عمرو بن قيس. وقد عرفت صوابه في تعليقنا السابق.
(3) " ": ودخل.
(٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 ... » »»
الفهرست