بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ١٨
ثلاث من الهجرة، وخرج رسول الله صلى الله عليه وآله إليهم يوم الجمعة، وكان القتال يوم السبت للنصف من الشهر، وكسرت رباعيته صلى الله عليه وآله وشج وجهه (1)، ثم رجع المهاجرون والأنصار بعد الهزيمة، وقد قتل من المسلمين سبعون، وشد رسول الله بمن معه حتى كشفهم، وكان الكفار مثلوا بجماعة، وكان حمزة أعظم مثلة، وضربت يد طلحة فشلت (2).
وقال في قوله: " ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة " هو إخبار بأن النبي صلى الله عليه وآله قال لقومه: ألن يكفيكم يوم بدر أن جعل ربكم ثلاثة آلاف من الملائكة مددا لكم، وقيل: إن الوعد بالامداد بالملائكة كان يوم أحد وعدهم الله المدد إن صبروا " منزلين " أي من السماء " بلى " تصديق للوعد، أي يفعل كما وعدكم ويزيدكم " إن تصبروا " أي على الجهاد وعلى ما أمركم الله " وتتقوا " معاصي الله ومخالفة رسوله " ويأتوكم من فورهم هذا " أي رجع المشركون إليكم من جهتهم (3) هذا، وقيل: من غضبهم هذا، وكانوا قد غضبوا يوم أحد ليوم بدر مما لقوا فهو من فور الغضب أي غليانه " يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة " أي يعطكم مددا لكم ونصرة، وإنما قال ذلك لان الكفار في غزاة أحد ندموا بعد انصرافهم لم لم يعبروا على المدينة (4)، وهموا بالرجوع فأوحى الله إلى نبيه أن يأمر أصحابه بالتهيؤ للرجوع إليهم، وقال لهم: " إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله " ثم قال: إن صبرتم على الجهاد وراجعتم الكفار أمدكم الله بخمسة آلاف من الملائكة مسومين. فأخذوا في الجهاد وخرجوا يتبعون الكفار على ما بهم من الجراح، وأخبر المشركون من رسول الله صلى الله عليه وآله أنه يتبعكم (5) فخاف المشركون

(1) في المصدر: وشج في وجهه.
(2) مجمع البيان 2: 495 و 497.
(3) في المصدر: من وجههم هذا.
(4) في المصدر: لم لم يغيروا على المدينة.
(5) في المصدر: فأخبر من مر برسول الله صلى الله عليه وآله انه خرج يتبعكم.
(١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 ... » »»
الفهرست