بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ١٠٥
فجلس إلى جنبه وهو مثخن لا حراك به.
قال: وعلي عليه السلام لا يبارز فارسا ولا راجلا إلا قتله الله على يديه حتى انقطع سيفه فلما انقطع سيفه جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وآله انقطع سيفي ولا سيف لي، فخلع رسول الله صلى الله عليه وآله سيفه ذا الفقار فقلد عليا عليه السلام ومشى إلى جمع المشركين، فكان لا يبرز له أحد (1) إلا قتله، فلم يزل على ذلك حتى وهنت ذراعه (2) فعرف رسول الله صلى الله عليه وآله ذلك فيه، فنظر رسول الله صلى الله عليه وآله إلى السماء، وقال: " اللهم إن محمدا عبدك و رسولك، جعلت لكل نبي وزيرا من أهله لتشد به عضده وتشركه في أمره، وجعلت لي وزيرا من أهلي، علي بن أبي طالب أخي، فنعم الأخ ونعم الوزير، اللهم وعدتني أن تمدني بأربعة آلاف من الملائكة مردفين، اللهم وعدك وعدك، إنك لا تخلف الميعاد، وعدتني أن تظهر دينك على الدين كله ولو كره المشركون ".
قال: فبينما رسول الله صلى الله عليه وآله يدعو ربه ويتضرع إليه إذ سمع دويا من السماء فرفع رأسه فإذا جبرئيل عليه السلام على كرسي من ذهب، ومعه أربعة آلاف من الملائكة مردفين، وهو يقول: لا فتى ألا علي، ولا سيف إلا ذو الفقار (3).
فهبط جبرئيل عليه السلام على الصخرة وحفت الملائكة برسول الله صلى الله عليه وآله فسلموا عليه، فقال جبرئيل صلى الله عليه وآله: يا رسول الله بالذي (4) أكرمك بالهدى لقد عجبت الملائكة المقربون لمواساة هذا الرجل لك بنفسه، فقال: يا جبرئيل وما يمنعه يواسيني بنفسه وهو مني وأنا منه؟ فقال جبرئيل عليه السلام: وأنا منكما، حتى قالها ثلاثا، ثم حمل علي بن أبي طالب عليه السلام وحمل جبرئيل والملائكة ثم إن الله تعالى هزم جمع المشركين وتشتت (5) أمرهم فمضى رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي بن أبي

(1) في المصدر: لا يبرز إليه أحد.
(2) " ": حتى وهت ذراعه ففرق.
(3) هكذا في النسخ، والرواية منفردة بذلك الترتيب، والموجود في غيره من الروايات.
لا سيف الا ذو الفقار، ولا فتى الا على.
(4) في المصدر: والذي.
(5) شتت خ ل.
(١٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 ... » »»
الفهرست