بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ١٠٣
تغسل الدم عن وجهه، وأخذ حصيرا فأحرق وحشي به جرحه (1).
وقال علي عليه السلام: ولقد رأيتني وانفردت يومئذ منهم فرقه خشناء فيها عكرمة بن أبي جهل فدخلت وسطهم بالسيف فضربت به واشتملوا علي حتى أفضيت إلى آخرهم، ثم كررت فيهم الثانية حتى رجعت من حيث جئت، ولكن الأجل استأخر ويقضي الله أمرا كان مفعولا (2)، قال: وكان عثمان من الذين تولى يوم التقى الجمعان.
وقال ابن أبي نجيح (3): نادى في ذلك اليوم مناد: لا سيف إلا ذو الفقار، ولا فتى إلا علي (4).
بيان: قال في النهاية: التشظي: التشعب والتشقق، ومنه الحديث فانشظت رباعية رسول الله صلى الله عليه وآله، أي انكسرت.
30 - تفسير فرات بن إبراهيم: أبو القاسم بن حماد معنعنا، عن حذيفة اليماني (5) رضي الله عنه

(1) زاد في المصدر: ورأي صلى الله عليه وآله وسلم سيف على مختضبا فقال: ان كنت أحسنت القتال فقد أحسن عاصم بن ثابت والحارث بن الصمة وسهل بن حنيف، وسيف أبى دجانة غير مذموم، وذكره المقريزي أيضا في الامتاع، وذكر الجملة السابقة هكذا: فلما رأت فاطمة الدم لا يرقأ وهي تغسله وعلى يصب الماء عليها بالمجن اخذت قطعة حصير فأحرقته حتى صار رمادا ثم الصقته بالجرح فاستمسك الدم، ويقال: داوته بصوفة محترقة، وكان صلى الله عليه وآله بعد يداوى الجرح في وجهه بعظم بال حتى يذهب اثره، ومكث يجد وهن ضربة ابن قميئة على عاتقه شهرا أو أكثر من شهر.
(2) زاد في المصدر: وخرج عبد الرحمن بن أبي بكر على فرس فقال: من يبارز؟ انا عبد الرحمن بن عتيق، فنهض أبو بكر وشهر سيفه وقال: يا رسول الله أبارزه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: شم سيفك وارجع إلى مكانك ومتعنا بنفسك، وذكره أيضا المقريزي في الامتاع، قوله: شم سيفك أي اغمده وفى قوله صلى الله عليه وآله وسلم ذلك خصوصا (متعنا بنفسك) إشارة لطيفة لا تحفى مغزاها.
(3) هو عبد الله بن يسار المكي أبو يسار الثقفي.
(4) كشف الغمة: 54.
(5) هكذا في النسخ، والصحيح: حذيفة بن اليمان، واسم اليمان حسيل مصغرا ويقال:
حسل بكسر الحاء وسكون السين.
(١٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»
الفهرست