بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ١٠١
بالتحريك: الامر العظيم، والهين، وهو من الأضداد، والمراد هنا الثاني، أي كل مصيبة سهلة هينة بعد سلامتك وبقائك.
قوله صلى الله عليه وآله: لا ينتطح فيها عنزان، أي يذهب هدرا لا ينازع في دمها رجلان ضعيفان أيضا، لان النطاح من شأن التيوس والكباش.
29 - كشف الغمة: قال الواقدي في المغازي: إنه لما فر الناس يوم أحد ما زال النبي صلى الله عليه وآله شبرا واحدا، يرمي مرة عن قوسه، ومرة بالحجارة، وصبر (1) معه أربعة عشر رجلا: سبعة من المهاجرين، وسبعة من الأنصار، أبو بكر، وعبد الرحمن بن عوف، وعلي بن أبي طالب، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد الله، و أبو عبيدة بن الجراح، والزبير بن العوام، ومن الأنصار الحباب بن المنذر وأبو دجانة، وعاصم بن ثابت، والحارث بن الصمة، وسهل بن حنيف، وأسيد بن حضير، وسعد بن معاذ، ويقال: ثبت سعد بن عبادة ومحمد بن مسلمة فجعلوهما مكان أسيد بن حضير، وسعد بن معاذ (2)، وبايعه يومئذ ثمانية على الموت: ثلاثة من المهاجرين، وخمسة من الأنصار: علي عليه السلام والزبير وطلحة وأبو دجانة والحارث بن الصمة، وحباب بن المنذر، وعاصم بن ثابت، وسهل بن حنيف، فلم يقتل منهم أحد.
وأصيبت يومئذ عين قتادة بن النعمان حتى وقعت على وجنته، قال: فجئت

(1) تقدم آنفا انه لم يثبت مع النبي صلى الله عليه وآله أحد الا علي بن أبي طالب عليه السلام، ثم رجع بعد ذلك عدة من أصحابه وسيأتي أيضا الكلام في ذلك.
(2) لم يرق المقريزي أن لا يكون بين هؤلاء الرجال عمر، فأضافه إليهم وعدهم خمسة عشر. وكأنه والواقدي نسيا أن يعده وأبا بكر فيمن بايعه صلى الله عليه وآله وسلم على الموت.
ولكن ظهور الحال يشهد بأن العصبية العمياء لم تدعهما حتى نحتا فضيلة الثبات لهما ولغيرهما في قبال علي عليه السلام حتى لم يكن علي عليه السلام منفرد بتلك الفضيلة، ولكن التاريخ و السير يشهدان بخلاف ذلك، حيث لم يثبتا لهما أقل شئ يدل على ذلك، فهل سمعت أو رأيت في كتاب أن أصابهما خدش أو جراحة أو أصاب أحد منهما طعن أو ضرب أو جراحة في تلك الوقعة؟.
(١٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 ... » »»
الفهرست