بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ١٠٢
إلى النبي صلى الله عليه وآله وقلت: يا رسول الله إن تحتي امرأة شابة جميلة أحبها وتحبني، فأنا أخشى أن تقذر (1) مكان عيني، فأخذها رسول الله صلى الله عليه وآله فردها فأبصرت وعادت كما كانت لم تؤلمه ساعة من ليل أو نهار، فكان يقول بعد أن أسن: هي أقوى عيني، وكانت أحسنهما.
وباشر النبي صلى الله عليه وآله القتال بنفسه، ورمى حتى فنيت نبله، وأصاب شفتيه و رباعيته عتبة بن أبي وقاص، ووقع صلى الله عليه وآله في حفرة، وضربه ابن قميئة فلم يصنع سيفه شيئا إلا وهن الضربة بثقل السيف وانتهض وطلحة تحمله (2) من ورائه، و علي عليه السلام أخذ بيديه حتى استوى قائما.
وعن أبي بشير الحارثي (3): حضرت يوم أحد وأنا غلام فرأيت ابن قميئة علا رسول الله صلى الله عليه وآله بالسيف فوقع على ركبتيه في حفرة أمامه حتى نوارى، فجعلت أصيح وأنا غلام حتى رأيت الناس ثابوا إليه.
ويقال: الذي شجه في جبهته ابن شهاب، والذي أشظى رباعيته وأدمى شفته عتبة بن أبي وقاص، والذي دمى وجتيه حتى غاب الحلق (4) في وجنته ابن قميئة، وسال الدم من جبهته حتى أخضل لحيته، وكان سالم مولي أبي حذيقة يغسل الدم عن وجهه وهو يقول: كيف يفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم وهو يدعوهم إلى الله، فأنزل الله: " ليس لك من الامر شئ أو يتوب عليهم (5) " الآية.
وذكر أحمد بن حنبل في مسنده، عن أبي حازم، عن سهل بأي شئ دووي جرح رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قال: كان علي عليه السلام يجئ بالماء في ترسه، وفاطمة عليها السلام

(١) أي تكرهني.
(٢) في المصدر: يحمله.
(٣) " ": أبو بشير (سعيد خ ل) المازني.
(٤) أي حلق المغفر. كما في الامتاع.
(٥) آل عمران: ١٢٨.
(١٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 ... » »»
الفهرست