بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ١٠٦
طالب عليه السلام بين يديه، ومعه اللواء قد خضبه بالدم، وأبو دجانة رضي الله عنه خلفه فلما أشرف على المدينة فإذا نساء الأنصار يبكين رسول الله صلى الله عليه وآله (1)، فلما نظروا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله استقبله أهل المدينة بأجمعهم، ومال رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المسجد، ونظر إلى الناس (2) فتضرعوا إلى الله وإلى رسوله. وأقروا بالذنب وطلبوا التوبة، فأنزل الله فيهم قرآنا يعيبهم بالبغي الذي كان منهم وذلك قوله تعالى: " ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون " يقول: قد عاينتم الموت والعدو، فلم نقضتم العهد وجرعتم من الموت وقد عاهدتم الله أن لا تنهزموا حتى قال بعضكم: قتل محمد، فأنزل الله تعالى: " وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل " إلى قوله: " وسيجزي الله الشاكرين (3) يعني عليا وأبا دجانة.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " أيها الناس إنكم رغبتم بأنفسكم عني ووازرني علي وواساني فمن أطاعه فقد أطاعني، ومن عصاه فقد عصاني وفارقني في الدنيا والآخرة ".
قال: فقال حذيفة: ليس ينبغي لاحد يعقل أن يشك فمن (4) لم يشرك بالله إنه أفضل ممن أشرك به، ومن لم ينهزم عن رسول الله صلى الله عليه وآله أفضل ممن انهزم، وإن السابق إلى الايمان بالله ورسوله أفضل، وهو علي بن أبي طالب (5).
تفسير فرات بن إبراهيم: الحسين بن سعيد معنعنا عن حذيفة مثله (6).
31 - الكافي: علي، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن ابن سنان، عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله عليه السلام إن رسول الله صلى الله عليه وآله كفن حمزة بثيابه (7) ولم يغسله ولكنه صلى عليه (8).

(١) في المصدر: يبكين على رسول الله صلى الله عليه وآله.
(٢) في المصدر: فنظر إليه الناس.
(٣) آل عمران: ١٤٣.
(٤) في المصدر: فيمن.
(٥) تفسير فرات: ٢٤ - ٢٦.
(٦) تفسير فرات: ٢٤ - ٢٦.
(٧) في المصدر: في ثيابه.
(٨) فروع الكافي ١: ٥٨.
(١٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 ... » »»
الفهرست