بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٩ - الصفحة ١٩٠
فقال لهم: والله ما أمرتكم بالقتال في الشهر الحرام، وأوقف الأسيرين والعير، ولم يأخذ منها شيئا، وسقط في أيدي القوم وظنوا أنهم قد هلكوا، وقالت قريش:
استحل محمد الشهر الحرام، فأنزل الله سبحانه " يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه (1) " الآية، فلما نزل ذلك أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله العير (2) وفداء الأسيرين، و قال المسلمون: نطمع لنا أن يكون غزاة، فأنزل الله فيهم: " إن الذين آمنوا و الذين هاجروا " إلى قوله: " أولئك يرجون رحمة الله (3) " الآية، وكانت هذه قبل بدر بشهرين (4).
بيان: السيف بالكسر: ساحل البحر، والأبواء بفتح الهمزة وسكون الباء والمد: جبل بين مكة والمدينة، وعنده بلد ينسب إليه، وقال الفيروزآبادي:
بواط كغراب: جبال جهينة على أبراد من المدينة، منه غزوة بواط، اعترض فيها صلى الله عليه وآله لعير قريش، وقال: ذو العشيرة: (5) موضع بناحية ينبع غزوتها مشهورة، والصور بالفتح: الجماعة من النخل ولا واحد له من لفظه، والدقعاء:
التراب، والأرض لا نبات بها. ويقال: هب من نومه يهب أي استيقظ، وأهببته أنا، ويقال سقط في يديه على بناء المجهول أي ندم، نطمع لنا أن يكون غزاة قالوا ذلك على سبيل اليأس (6)، أي لا نطمع ثواب الغزوة فيما فعلنا بل نرضى أن لا يكون

(١) تقدم ذكر موضع الآية في صدر الباب.
(٢) في المصدر: المال.
(٣) البقرة: ٢١٨.
(٤) إعلام الورى: ٤٧ و ٤٨ ط ١ و ٨٣ و ٨٤ ط ٢.
(٥) ذكر قبلا انه بالتصغير.
(٦) أو على سبيل الرجاء، قال ابن هشام: فلما تجلى عن عبد الله بن جحش وأصحابه ما كانوا فيه - حين نزل القرآن - طمعوا في الاجر، فقالوا يا رسول الله أنطمع أن تكون لنا غزوة نعطى فيها أجر المجاهدين؟ فأنزل الله عز وجل فيهم الآية، فوضعهم الله عز وجل من ذلك على أعظم الرجاء انتهى قال ابن هشام: قال ابن إسحاق: وقد ذكر بعض آل عبد الله بن جحش ان الله عز وجل قسم الفئ حين أحله فجعل أربعة أخماسه لمن أفاءه، وخمسه إلى الله ورسوله فوقع على ما كان عبد الله بن جحش صنع في تلك العير [كان قسمه قبل ذلك كذلك] وقال ابن هشام: هي أول غنيمة غنمها المسلمون، وعمرو بن الحضرمي أول من قتله المسلمون، وعثمان بن عبد الله والحكم بن كيسان أول من أسر المسلمون.
(١٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 ... » »»
الفهرست