بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٩ - الصفحة ٢٠٠
رسول الله صلى الله عليه وآله كان يقلب وجهه في السماء، فعلم الله عز وجل ما في نفسه، فقال: " قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها " (1).
بيان: قوله: أمره (2)، لعل غرض السائل أن القبلة الأولى أيضا كانت مأمورا بها؟ قال: نعم (3)، وشرع في بيان أمر آخر.
4 - التهذيب: الطاطري، عن وهيب، عن أبي بصير، عن أحدهما عليهما السلام في قوله تعالى: " سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم " فقلت له: الله أمره أن يصلي إلى بيت المقدس؟ قال: نعم، ألا ترى أن الله يقول: " وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم " قال:
إن بني عبد الأشهل أتوهم وهم في الصلاة قد صلوا (4) ركعتين إلى بيت المقدس، فقيل لهم: إن نبيكم قد صرف إلى الكعبة فتحول النساء مكان الرجال، والرجال مكان النساء، وجعلوا الركعتين الباقيتين إلى الكعبة، فصلوا صلاة واحدة إلى قبلتين، فلذلك سمي مسجدهم مسجد القبلتين (5).
5 - الكافي: علي عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد. عن الحلبي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته هل كان رسول الله صلى الله عليه وآله يصلي إلى بيت المقدس؟ قال: نعم، فقلت: فكان يجعل الكعبة خلف ظهره؟ فقال: أما إذا كان بمكة فلا، وأما إذا هاجر إلى المدينة فنعم حتى حول إلى الكعبة (6).

(١) التهذيب ١: ١٤٥ و ١٤٦.
(٢) الظاهر أن الحديث متحد مع يأتي، وأحدهما نقل بالمعنى فوقع اختلاف في اللفظ و اضطراب في المعنى.
(٣) في نسخة: فأنعم عليه السلام. أقول أي قال: نعم.
(٤) في المصدر: وقد صلوا.
(٥) التهذيب ١: ١٤٦.
(٦) فروع الكافي ١: ٧٩.
(٢٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 ... » »»
الفهرست