بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٩ - الصفحة ١١٣
لعلي عليه السلام: لم لا تخطب فاطمة؟ فقال: والله ما عندي شئ، فقيل له: إن رسول الله صلى الله عليه وآله لا يسألك شيئا، فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فاستحيى أن يسأله، فرجع ثم جاءه في اليوم الثاني فاستحيى فرجع، ثم جاءه في اليوم الثالث فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله يا علي ألك حاجة؟ قال: بلى يا رسول الله، فقال: لعلك جئت خاطبا؟ قال: نعم يا رسول الله، قال له رسول الله: هل عندك شئ يا علي؟ قال:
ما عندي يا رسول الله شئ إلا درعي، فزوجه رسول الله على اثنتي عشرة أوقية و نش (1) ودفع إليه درعه فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: هيئ منزلا حتى تحول فاطمة إليه، فقال علي عليه السلام: يا رسول الله ما ههنا منزل إلا منزل حارثة بن النعمان وكان لفاطمة عليها السلام يوم بنى بها أمير المؤمنين عليه السلام تسع سنين، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله:
والله لقد استحيينا من حارثة بن النعمان قد أخذنا عامة منازله، فبلغ ذلك حارثة فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله أنا ومالي لله ولرسوله، والله ما شئ أحب إلي مما تأخذه والذي تأخذه أحب إلي مما تتركه، فجزاه رسول الله صلى الله عليه وآله خيرا، فحولت فاطمة إلى علي عليه السلام في منزل حارثة، وكان فراشهما إهاب (2) كبش جعلا صوفه تحت جنوبهما.
قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يصلي إلى بيت المقدس مدة مقامه بمكة، وفي هجرته حتى أتى له سبعة أشر، (3) فلما أتى له سبعة أشهر عيرته اليهود وقالوا له: أنت تابع لنا تصلي إلى قبلتنا، ونحن أقدم منك في الصلاة، فاغتم رسول الله صلى الله عليه وآله

(١) النش بالفتح: النصف.
(٢) الاهاب: الجلد. أو ما لم يدبغ منه.
(٣) اختلف في تاريخ تحويل القبلة إلى الكعبة، روى علي بن إبراهيم، سبعة أشهر بعد مهاجرة النبي صلى الله عليه وآله، وقال ابن إسحاق: صرف في رجب على رأس سبعة عشر شهرا من مقدمه المدينة، وهو المروى عن ابن عباس، واختاره اليعقوبي في تاريخه، ثم قال: وقيل:
بسنة ونصف. وروى عن انس بن مالك تسعة أشهر أو عشرة اشهر، وعن معاذ بن جبل ثلاثة عشر شهرا. راجع مجمع البيان ١: ٢٢٣ وسيرة ابن هشام ٢: ١٧٦ وتاريخ اليعقوبي ٢: ٣١
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»
الفهرست