بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ٥٠
كما في قوله: " يا أيها الانسان ما غرك (1) * ويا أيها الانسان إنك كادح (2) " ولما ذكر لهم (3) ما يزيل ذلك الشك عنهم حذرهم من أن يلتحقوا بالقسم الثاني وهم المكذبون، فقال: " ولا تكونن من الذين كذبوا بآيات الله فتكون من الخاسرين (4) " ثم اختلفوا في أن المسؤول عنه من هم، فقال المحققون: هم الذين آمنوا من أهل الكتاب كعبد الله ابن سلام، وعبد الله بن صوريا، وتميم الداري، وكعب الأحبار، لأنهم هم الذين يوثق بخبرهم، ومنهم من قال: الكل، سواء كانوا من المسلمين أو الكفار، لأنهم إذا بلغوا عدد التواتر ثم قرؤا آية من التوراة أو الإنجيل وتلك الآية دالة على البشارة بمحمد صلى الله عليه وآله فقد حصل الغرض.
فإن قيل: إذا كان مذهبكم أن هذه الكتب قد دخلها التحريف والتغيير فكيف يمكن التعويل عليها؟
قلت: إنما حرفوها بسبب إخفاء الآيات الدالة على نبوة محمد صلى الله عليه وآله، فإن بقيت فيها آيات دالة على نبوته صلى الله عليه وآله كان ذلك من أقوى الدلائل على صحة نبوته، لأنها لما بقيت مع توفر دواعيهم على إزالتها دل ذلك على أنها كانت في غاية الظهور، وأما أن المقصود من ذلك السؤال معرفة أي الأشياء ففيه قولان: الأول أنه القرآن، ومعرفة نبوة الرسول صلى الله عليه وآله.
والثاني: أنه رجع ذلك إلى قوله تعالى: " فما اختلفوا حتى جاءهم العلم (5) " والأول أولى لأنه هو الأهم، والحاجة إلى معرفته أتم.
واعلم أنه تعالى لما بين هذا الطريق قال بعده: " لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين " والمعنى ثبت عندك بالآيات والبراهين القاطعة أن ما أتاك هو

(١) الانفطار: ٦.
(٢) الانشقاق: ٦.
(٣) في المصدر: بعد الآية الثانية، وقوله: (فإذا مس الانسان ضر) ولم يرد في جميع هذه الآيات إنسانا بعينه، بل المراد هو الجماعة، فكذا، ههنا، ولما ذكر الله تعالى لهم إه‍.
(٤) يونس: ٩٥.
(٥) يونس: ٩٣.
(٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 13: وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى الله عليه وآله وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 14: باب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه 16 حديثا. 15
4 باب 15: عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك فيه 21 حديثا. 34
5 باب 16: سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فيه 17 حديثا. 97
6 باب 17: علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام ومن دفعه إليه وعرض الأعمال عليه وعرض أمته عليه وأنه يقدر على معجزات الأنبياء فيه 62 حديثا. 130
7 باب 18: فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وآله فيه حديثان. 156
8 * أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله * باب 1: إعجاز أم المعجزات: القرآن الكريم وفيه بيان حقيقة الإعجاز وبعض النوادر. فيه 24 حديثا. 159
9 باب 2: جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها. فيه 18 حديثا. 225
10 باب 3: ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية والغرائب العلوية من انشقاق القمر و رد الشمس وحبسها وإضلال الغمامة وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات فيه 19 حديثا. 347
11 باب 4: معجزاته صلى الله عليه وآله في إطاعة الأرضيات من الجمادات والنباتات له وتكلمها معه صلى الله عليه وآله. فيه 59 حديثا. 363
12 باب 5: ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في الحيوانات بأنواعها وإخبارها بحقيته، وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات. فيه 47 حديثا. 390