عبد الرحمن العنبري: خطب النبي صلى الله عليه وآله يوم عرفة وحث على الصدقة، فقال رجل: يا رسول الله إن إبلي هذه للفقراء، فنظر النبي صلى الله عليه وآله إليها فقال: اشتروها لي، فاشتريت، فأتت ليلة إلى حجرة النبي صلى الله عليه وآله (1) فقال النبي صلى الله عليه وآله: بارك الله فيك، قالت: كنت حاميا فاستعرت من صاحبي فشردت منهم، وكنت أرعى فكان النبات يدعوني والسباع تصيح علي: إنه لمحمد، فسألها النبي صلى الله عليه وآله عن اسم مولاها، فقالت: عضبا فسماها عضبا (2).
قال عمر بن الخطاب: فلما حضر النبي صلى الله عليه وآله الوفاة قالت: لمن توصي بي بعدك؟
قال: يا عضبا بارك الله فيك، أنت لابنتي فاطمة، تركبك في الدنيا والآخرة، فلما قبض النبي صلى الله عليه وآله أتت إلى فاطمة عليها السلام ليلا فقالت: السلام عليك يا بنت رسول الله: قد حان فراقي الدنيا، والله ما تهنأت بعلف ولا شراب بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، وماتت بعد النبي صلى الله عليه وآله بثلاثة أيام (3).
46 - مناقب ابن شهرآشوب: جابر الأنصاري وعبادة بن الصامت قالا: كان في حائط بني النجار جمل قطم (4) لا يدخل الحائط أحد إلا شد عليه، فدخل النبي صلى الله عليه وآله الحائط ودعاه فجاءه ووضع مشفره على الأرض، ونزل بين يديه فخطمه ودفعه إلى أصحابه، فقيل: البهائم يعرفون نبوتك؟ فقال: ما من شئ إلا وهو عارف بنبوتي سوى أبي جهل وقريش، فقالوا نحن أحرى بالسجود لك من البهائم، قال: إني أموت، فاسجدوا للحي الذي لا يموت.
وجاء جمل آخر يحرك شفتيه ثم أصغى إلى الجمل وضحك، ثم قال: هذا يشكو قلة العلف، وثقل الحمل، يا جابر اذهب معه إلى صاحبه فأتني به، قلت: والله ما أعرف صاحبه، قال: هو يدلك، قال: فخرجت معه إلى بعض بني حنظلة وأتيت به إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: بعيرك هذا يخبرني بكذا وكذا، قال: إنما كان ذلك لعصيانه