بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ٤١٨
ففعلنا به ذلك ليلتين، فواجهه رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: انطلق مع أهلك، فكان يتقدمهم متذللا، فقالوا: يا رسول الله أعتقناه لحرمتك فكان يدور في الأسواق، والناس يقولون:، هذا عتيق رسول الله (1).
بيان: قطمه يقطمه: عضه، وكفرح: اشتهى الضراب والنكاح واللحم أو غيره فهو قطم ككتف، والقطيم كإردب: الفحل الصؤول.
47 - تفسير الإمام العسكري: قوله عز وجل " أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ومن يتبدل الكفر بالايمان فقد ضل سواء السبيل " (2) قال الإمام عليه السلام: قال علي ابن محمد بن علي بن موسى صلوات الله عليهم: " أم تريدون " بل تريدون يا كفار قريش واليهود " أن تسألوا رسولكم " ما تقترحونه من الآيات التي لا تعلمون هل فيه صلاحكم أو فسادكم " كما سئل موسى من قبل " واقترح عليه لما قيل له: " لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتهم الصاعقة (3) " ذ " ومن يتبدل الكفر بالايمان (4) " بأن لا يؤمن عند مشاهدة ما يقترح من الآيات، أو لا يؤمن إذا عرف أنه ليس له أن يقترح، وأنه يجب عليه أن يكتفى بما قد أقامه الله تعالى من الدلالات، وأوضحه من الآيات البينات فيتبدل الكفر بالايمان بأن يعاند ولا يلتزم الحجة القائمة (5) " فقد ضل سواء السبيل " أخطأ طريق القصد المؤدية إلى الجنان، وأخذ في الطريق المؤدية إلى النيران (6).
قال عليه السلام: قال الله تعالى: يا أيها اليهود " أم تريدون " بل تريدون من بعد ما آتيناكم

(١) الخرائج: ٨٤.
(٢) البقرة: ١٠٨.
(٣) البقرة: ٥٥.
(4) زاد في المصدر: بعد جواب الرسول له ان ما سأله لا يصلح افتراحه على الله، أو بعد ما يظهر الله له ما اقترح إن كان صوابا، " ومن يتبدل الكفر بالايمان " بأن لا يؤمن.
(5) في المصدر: الحجة القائمة عليه.
(6) في المصدر: أخطأ قصد الطرق المؤدية إلى الجنان، وأخذ في الطرق المودية إلى النيران.
(٤١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 413 414 415 416 417 418 419 420 421 422 423 ... » »»
الفهرست