بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ٤٢٠
الضب، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أخا العرب فأخرجه من جرابك أستشهده (1) فيشهد لي بالنبوة، ولأخي هذا بالفضيلة، فقال الاعرابي: لقد تعبت في اصطياده، وأنا خائف أن يطفر (2) ويهرب، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا تخف فإنه لا يطفر ولا يهرب، بل يقف ويشهد لنا بتصديقنا وتفضيلنا، فقال الاعرابي أخاف أن يطفر، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: فإن طفر فقد كفاك به تكذيبا لنا، واحتجاجا علينا، ولن يطفر ولكنه سيشهد لنا بشهادة الحق، فإذا فعل ذلك فخل سبيله، فإن محمدا يعوضك عنه ما هو خير لك منه، فأخرجه الاعرابي من الجراب ووضعه على الأرض، فوقف واستقبل رسول الله صلى الله عليه وآله، ومرغ خديه في التراب ثم رفع رأسه، وأنطقه الله تعالى فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه، وسيد المرسلين، وأفضل الخلق أجمعين، وخاتم النبيين، وقائد الغر المحجلين، وأشهد أن أخاك علي بن أبي طالب على الوصف الذي وصفته، وبالفضل الذي ذكرته، وأن أولياءه في الجنان مكرمون، وأن أعداءه في النار خالدون (3)، فقال الاعرابي وهو يبكي: يا رسول الله وأنا أشهد بما شهد به هذا الضب فقد رأيت وشاهدت وسمعت ما ليس لي عنه معدل ولا محيص، ثم أقبل الاعرابي على اليهود فقال: ويلكم أي آية بعد هذه تريدون، ومعجزة بعد هذه تقترحون؟ ليس إلا أن تؤمنوا أو تهلكوا أجمعين، فآمن أولئك اليهود كلهم وقالوا: عظمت بركة ضبك علينا يا أخا العرب، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أخا العرب خل الضب على أن يعوضك الله عز وجل عنه ما هو خير منه، فإنه ضب مؤمن بالله وبرسوله وبأخي رسوله، شاهد بالحق، ما ينبغي أن يكون مصيدا ولا أسيرا، ولكنه يكون مخلى سربه، تكون له مزية (4) على سائر الضباب بما فضله الله أميرا، فناداه الضب: يا رسول الله فخلني وولني تعويضه لأعوضه، فقال الاعرابي وما عساك توضني؟ قال: تذهب بي إلى الجحر الذي أخذتني منه ففيه عشرة آلاف دينار

(1) في المصدر: لتستشهده.
(2) طفر: وثب في ارتفاع.
(3) يهانون خ.
(4) المصدر خال عن قوله: تكون له مزية.
(٤٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 414 415 416 417 418 419 420 421 422 423 424 » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 13: وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى الله عليه وآله وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 14: باب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه 16 حديثا. 15
4 باب 15: عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك فيه 21 حديثا. 34
5 باب 16: سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فيه 17 حديثا. 97
6 باب 17: علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام ومن دفعه إليه وعرض الأعمال عليه وعرض أمته عليه وأنه يقدر على معجزات الأنبياء فيه 62 حديثا. 130
7 باب 18: فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وآله فيه حديثان. 156
8 * أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله * باب 1: إعجاز أم المعجزات: القرآن الكريم وفيه بيان حقيقة الإعجاز وبعض النوادر. فيه 24 حديثا. 159
9 باب 2: جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها. فيه 18 حديثا. 225
10 باب 3: ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية والغرائب العلوية من انشقاق القمر و رد الشمس وحبسها وإضلال الغمامة وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات فيه 19 حديثا. 347
11 باب 4: معجزاته صلى الله عليه وآله في إطاعة الأرضيات من الجمادات والنباتات له وتكلمها معه صلى الله عليه وآله. فيه 59 حديثا. 363
12 باب 5: ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في الحيوانات بأنواعها وإخبارها بحقيته، وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات. فيه 47 حديثا. 390