بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ٤١٩
" أن تسألوا رسولكم " وذلك أن النبي صلى الله عليه وآله قصده عشرة من اليهود يريدون أن يتعنتوه (1) ويسألوه عن أشياء يريدون أن يعانتوه بها، فبينما هم كذلك إذ جاء أعرابي كأنه يدفع في قفاه قد علق على عصا على عاتقه جرابا مشدود الرأس فيه شئ قد ملأه لا يدرون ما هو؟
فقال يا محمد أجبني عما أسألك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أخا العرب قد سبقك اليهود (2) أفتأذن لهم حتى أبدأ بهم؟ قال الاعرابي: لا فإني غريب مجتاز، فقال رسول الله فأنت إذا أحق منهم لغربتك واجتيازك، فقال الاعرابي: ولفظة أخرى، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما هي؟ قال: إن هؤلاء أهل الكتاب يدعونه بزعمهم (3) حقا، ولست آمن أن تقول شيئا يواطؤونك عليه، ويصدقونك ليفتنوا (4) الناس عن دينهم وأنا لا أقنع بمثل هذا، لا أقنع إلا بأمر بين فقال رسول الله صلى الله عليه وآله؟ أين علي بن أبي طالب؟ فدعي بعلي عليه السلام فجاء حتى قرب من رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال الاعرابي يا محمد: وما تصنع بهذا في محاورتي وإياك (5)؟ قال: يا أعرابي سألت البيان وهذا البيان الشافي، وصاحب العلم الكافي، أنا مدينة الحكمة وهذا بابها، فمن أراد الحكمة والعلم فليأت الباب، فلما مثل بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله قال رسول الله بأعلى صوته: يا عباد الله من أراد أن ينظر إلى آدم في جلالته، وإلى شيث في حكمته، وإلى إدريس في نباهته ومهابته، وإلى نوح في شكره لربه وعبادته، وإلى إبراهيم في وفائه وخلته وإلى موسى في بغض كل عدو لله ومنابذته، وإلى عيسى في حب كل مؤمن ومعاشرته (6) فلينظر إلى علي بن أبي طالب هذا، فأما المؤمنون فازدادوا بذلك إيمانا، وأما المنافقون فازداد نفاقهم.
فقال الاعرابي: يا محمد هكذا مدحك لابن عمك، إن شرفه شرفك، وعزه عزك ولست أقبل من هذا شيئا إلا بشهادة من لا يحتمل شهادته بطلانا ولا فسادا، بشهادة هذا

(1) أن يعنتوه خ ل.
(2) قد سبقتك اليهود خ ل.
(3) في المصدر: ان لهؤلاء كتابا يدعونه ويزعمونه حقا.
(4) ليفتتن خ ل.
(5) لك وإياك خ ل.
(6) في المصدر: وحسن معاشرته.
(٤١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 414 415 416 417 418 419 420 421 422 423 424 » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 13: وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى الله عليه وآله وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 14: باب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه 16 حديثا. 15
4 باب 15: عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك فيه 21 حديثا. 34
5 باب 16: سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فيه 17 حديثا. 97
6 باب 17: علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام ومن دفعه إليه وعرض الأعمال عليه وعرض أمته عليه وأنه يقدر على معجزات الأنبياء فيه 62 حديثا. 130
7 باب 18: فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وآله فيه حديثان. 156
8 * أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله * باب 1: إعجاز أم المعجزات: القرآن الكريم وفيه بيان حقيقة الإعجاز وبعض النوادر. فيه 24 حديثا. 159
9 باب 2: جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها. فيه 18 حديثا. 225
10 باب 3: ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية والغرائب العلوية من انشقاق القمر و رد الشمس وحبسها وإضلال الغمامة وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات فيه 19 حديثا. 347
11 باب 4: معجزاته صلى الله عليه وآله في إطاعة الأرضيات من الجمادات والنباتات له وتكلمها معه صلى الله عليه وآله. فيه 59 حديثا. 363
12 باب 5: ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في الحيوانات بأنواعها وإخبارها بحقيته، وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات. فيه 47 حديثا. 390