بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ٣٤١
ثم أظهر الله نفاقهم على الآخرين (1) مع جهلهم فقال عز وجل: " وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا " كانوا إذا لقوا سلمان والمقداد وأبا ذر وعمارا قالوا آمنا كإيمانكم إيمانا بنبوة محمد، مقرونا بالايمان بإمامة أخيه علي بن أبي طالب، وبأنه أخوه الهادي، ووزيره الموافي، وخليفته على أمته، ومنجز عدته (2)، والوافي بذمته، والناهض بأعباء (3) سياسته وقيم الخلق الذائد (4) لهم عن سخط الرحمن، الموجب لهم إن أطاعوه رضى الرحمن، وأن خلفاءه من بعده هم النجوم الزاهرة، والأقمار المنيرة (5)، والشموس المضيئة الباهرة، و أن أوليائهم أولياء الله، وأن أعدائهم أعداء الله، ويقول بعضهم: نشهد أن محمدا صاحب المعجزات، ومقيم الدلالات الواضحات، هو الذي لما تواطأت قريش على قتله وطلبوه فقدا (6) لروحه أيبس الله أيديهم فلم تعمل، وأرجلهم فلم تنهض، حتى رجعوا عنه خائبين مغلوبين، لو شاء محمد وحده قتلهم أجمعين، وهو الذي لما جاءته قريش وأشخصته إلى هبل ليحكم عليه بصدقهم وكذبه، خر هبل لوجهه، وشهد له بنبوته، ولعلي (7) أخيه بإمامته ولأوليائه من بعده بوراثته، والقيام بسياسته وإمامته، وهو الذي لما ألجأته قريش إلى الشعب ووكلوا ببابه من يمنع من إيصال قوت، ومن خروج أحد عنه، خوفا أن يطلب لهم قوتا غذى هناك كافرهم ومؤمنهم أفضل من المن والسلوى، كلما اشتهى كل واحد منهم من أنواع الأطعمة الطيبات ومن أصناف الحلاوات، وكساهم أحسن الكسوات، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله بين أظهرهم إذا رآهم (8) وقد ضاق لضيق فجهم صدورهم قال (9) بيده هكذا بينماه إلى الجبال وهكذا بيسراه إلى الجبال، وقال لها: اندفعي فتندفع وتتأخر حتى يصيروا بذلك

(1) نفاقهم الاخر خ ل. وهو الموجود في المصدر المخطوط.
(2) في المصدر: عداته.
(3) الأعباء جمع العبء: الثقل والحمل.
(4) الذائد: الطارد والدافع.
(5) النيرة خ ل. وهو الموجود في المصدر المخطوط.
(6) قصدا خ ل وهو الموجود في نسخة من المصدر.
(7) وشهد لعلى خ ل. وهو الموجود في المصدر المخطوط.
(8) إذ رآهم خ ل.
(9) نشال خ ل.
(٣٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 336 337 338 339 340 341 342 343 344 345 346 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 13: وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى الله عليه وآله وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 14: باب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه 16 حديثا. 15
4 باب 15: عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك فيه 21 حديثا. 34
5 باب 16: سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فيه 17 حديثا. 97
6 باب 17: علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام ومن دفعه إليه وعرض الأعمال عليه وعرض أمته عليه وأنه يقدر على معجزات الأنبياء فيه 62 حديثا. 130
7 باب 18: فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وآله فيه حديثان. 156
8 * أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله * باب 1: إعجاز أم المعجزات: القرآن الكريم وفيه بيان حقيقة الإعجاز وبعض النوادر. فيه 24 حديثا. 159
9 باب 2: جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها. فيه 18 حديثا. 225
10 باب 3: ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية والغرائب العلوية من انشقاق القمر و رد الشمس وحبسها وإضلال الغمامة وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات فيه 19 حديثا. 347
11 باب 4: معجزاته صلى الله عليه وآله في إطاعة الأرضيات من الجمادات والنباتات له وتكلمها معه صلى الله عليه وآله. فيه 59 حديثا. 363
12 باب 5: ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في الحيوانات بأنواعها وإخبارها بحقيته، وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات. فيه 47 حديثا. 390