بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ٣٢٠
لما حملت إليه جنازة البراء بن معرور ليصلي عليه قال: أين علي بن أبي طالب؟ قالوا: يا رسول الله إنه ذهب في حاجة رجل من المسلمين إلى قبا، فجلس رسول الله صلى الله عليه وآله ولم يصل عليه، قالوا: يا رسول الله مالك لا تصلي عليه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله عز وجل أمرني أن أؤخر الصلاة عليه إلى أن يحضره علي (1) فيجعله في حل مما كلمه به بحضرة رسول الله صلى الله عليه وآله، ليجعل الله موته بهذا السم كفارة له، فقال بعض (2) من حضر رسول الله صلى الله عليه وآله وشاهد الكلام الذي تكلم به البراء: يا رسول الله إنما كان مزحا مازح به عليا لم يكن منه جدا فيؤاخذه الله عز وجل بذلك، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لو كان ذلك منه جدا لأحبط الله تعالى أعماله كلها، ولو كان تصدق بمثل (3) ما بين الثرى إلى العرش ذهبا وفضة، ولكنه كان مزحا وهو في حل من ذلك إلا إن رسول الله صلى الله عليه وآله يريد أن لا يعتقد أحد منكم أن عليا عليه السلام واجد (4) عليه فيجدد بحضرتكم إحلالا (5)، ويستغفر له ليزيده الله عز وجل بذلك قربة ورفعة في جنانه، فلم يلبث أن حضر علي بن أبي طالب عليه السلام، فوقف قبالة الجنازة، وقال، رحمك الله يا براء، فلقد كنت صواما قواما، ولقد مت في سبيل الله وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ولو كان أحد من الموتى يستغني عن صلاة رسول الله لاستغنى صاحبكم هذا بدعاء علي عليه السلام له، ثم قام فصلى عليه ودفن فلما انصرف وقعد في العزاء (6) قال: أنتم يا أولياء البراء بالتهنية أولى منكم بالتعزية، لان صاحبكم عقد له في الحجب قباب من السماء الدنيا إلى السماء السابعة: وبالحجب كلها إلى الكرسي إلى ساق العرش

(1) علي بن أبي طالب خ ل.
(2) فقال له خ ل.
(3) ولو تصدق على ما بين الثرى خ ل وفى المصدر المطبوع: ولو كان تصدق بملاء ما بين الثرى وفى المخطوط: ولو تصدق ما بين الثرى.
(4) وجد عليه: غضب.
(5) احلالا له خ ل.
(6) المعزى خ ل، وهو الموجود في المصدر المطبوع.
(٣٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 315 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 13: وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى الله عليه وآله وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 14: باب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه 16 حديثا. 15
4 باب 15: عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك فيه 21 حديثا. 34
5 باب 16: سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فيه 17 حديثا. 97
6 باب 17: علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام ومن دفعه إليه وعرض الأعمال عليه وعرض أمته عليه وأنه يقدر على معجزات الأنبياء فيه 62 حديثا. 130
7 باب 18: فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وآله فيه حديثان. 156
8 * أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله * باب 1: إعجاز أم المعجزات: القرآن الكريم وفيه بيان حقيقة الإعجاز وبعض النوادر. فيه 24 حديثا. 159
9 باب 2: جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها. فيه 18 حديثا. 225
10 باب 3: ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية والغرائب العلوية من انشقاق القمر و رد الشمس وحبسها وإضلال الغمامة وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات فيه 19 حديثا. 347
11 باب 4: معجزاته صلى الله عليه وآله في إطاعة الأرضيات من الجمادات والنباتات له وتكلمها معه صلى الله عليه وآله. فيه 59 حديثا. 363
12 باب 5: ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في الحيوانات بأنواعها وإخبارها بحقيته، وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات. فيه 47 حديثا. 390