بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ٣١٢
قال، فجاؤوا إلى أبي طالب فصادفوه ودعوه إلى دعوة لهم، فلما حضر رسول الله صلى الله عليه وآله قدموا إليه وإلى أبي طالب والملا (1) من قريش دجاجة مسمنة كانوا قد وقذوها (2) وشووها فجعل أبو طالب وسائر قريش يأكلون منها، ورسول الله صلى الله عليه وآله يمد يده نحوها فيعدل بها يمنة، ثم (3) يسرة، ثم أماما، ثم خلفا، ثم فوقا، ثم تحتا لا تصيبها يده فقالوا: مالك يا محمد لا تأكل منها؟ فقال: يا معشر اليهود قد جهدت أن أتناول منها، وهذه يدي يعدل (4) بها عنها، وما أراها إلا حراما يصونني ربي عز وجل عنها (5) فقالوا: ما هي إلا حلال فدعنا نلقمك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: فافعلوا إن قدرتم، فذهبوا ليأخذوا منها ويطعموه فكانت أيديهم يعدل بها إلى الجهات كما كانت يد رسول الله صلى الله عليه وآله تعدل عنها، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله. فهذه قد منعت منها، فأتوني بغيرها إن كانت لكم، فجاؤوه بدجاجة أخرى مسمنة مشوية قد أخذوها لجار لهم غائب، لم يكونوا اشتروها، وعملوها (6) على أن يردوا عليه ثمنها إذا حضر، فتناول رسول الله صلى الله عليه وآله لقمة فلما ذهب (7) يرفعها ثقلت عليه، ونصلت (8) حتى سقطت من يده، وكلما ذهب يرفع ما قد تناوله بعدها ثقلت وسقطت فقالوا: يا محمد فما بال هذه لا تأكل منها؟ قال رسول الله صلى الله عليه وآله: وهذه أيضا قد منعت منها، وما أراها إلا من شبهة يصونني ربي عز وجل عنها، قالوا: ما هي شبهة، فدعنا نلقمك منها فقال افعلوا (9) إن قدرتم عليه، فكلما (10) تناولوا لقمة ليلقموه ثقلت كذلك في أيديهم ثم

(1) والى الملا خ ل.
(2) أي ضربوها ضربا شديدا حتى ماتت.
(3) ويسرة خ ل. وهو الموجود في المصدر.
(4) في المصدر: تعدل. وكذا فيما يأتي.
(5) منها خ ل.
(6) وعمدوا خ ل. وهو الموجود في المصدر.
(7) في المصدر المطبوع: أن يرفعها.
(8) وفصلت خ ل.
(9) قال: فافعلوا خ ل وهو الموجود في المصدر.
(10) فلما خ ل.
(٣١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 317 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 13: وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى الله عليه وآله وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 14: باب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه 16 حديثا. 15
4 باب 15: عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك فيه 21 حديثا. 34
5 باب 16: سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فيه 17 حديثا. 97
6 باب 17: علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام ومن دفعه إليه وعرض الأعمال عليه وعرض أمته عليه وأنه يقدر على معجزات الأنبياء فيه 62 حديثا. 130
7 باب 18: فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وآله فيه حديثان. 156
8 * أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله * باب 1: إعجاز أم المعجزات: القرآن الكريم وفيه بيان حقيقة الإعجاز وبعض النوادر. فيه 24 حديثا. 159
9 باب 2: جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها. فيه 18 حديثا. 225
10 باب 3: ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية والغرائب العلوية من انشقاق القمر و رد الشمس وحبسها وإضلال الغمامة وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات فيه 19 حديثا. 347
11 باب 4: معجزاته صلى الله عليه وآله في إطاعة الأرضيات من الجمادات والنباتات له وتكلمها معه صلى الله عليه وآله. فيه 59 حديثا. 363
12 باب 5: ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في الحيوانات بأنواعها وإخبارها بحقيته، وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات. فيه 47 حديثا. 390