بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ٣٠٧
كعب بن أشرف (1) حمارك أعقل منك (2)، قد أبى أن تركبه، فلن تركبه أبدا، فبعه من بعض إخواننا المؤمنين، فقال كعب: فلا حاجة لي فيه بعد أن ضرب (3) بسحرك، فناداه حماره:
يا عدو الله كف عن تجهم محمد رسول الله، والله لولا كراهية مخالفته (4) لقتلتك، ووطيتك بحوافري، ولقطعت رأسك بأسناني، فخزي وسكت، واشتد جزعه مما سمع من الحمار، ومع ذلك غلب عليه الشقاء واشترى الحمار منه ثابت بن قيس بمأة درهم (5)، وكان يركبه ويجئ (6) إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وهو تحته هين لين ذليل كريم، يقيه المتالف، ويرفق به في المسالك، فكان رسول الله صلى الله عليه وآله يقول له: يا ثابت هذا لك وأنت مؤمن مرتفق بمرتفقين (7) فلما انصرف (8) القوم من عند رسول الله صلى الله عليه وآله ولم يؤمنوا أنزل الله يا محمد:
" إن الذين كفروا سواء عليهم " في العظة " أأنذرتهم " فوعظتهم وخوفتهم " أم لم تنذرهم لا يؤمنون " لا يصدقون بنبوتك، وهم قد شاهدوا هذه الآيات وكفروا، فكيف يؤمنون بك عند قولك ودعائك (9).
بيان: يقال: أثخنته الجراحة، أي أوهنته، قاله الجوهري، وقال: في فلان هنات أي خصال شر، وقال: الشباب: نشاط الفرس ورفع يديه جميعا، تقول: شب الفرس يشب ويشب شبابا وشبيبا: إذا قمص (10) ولعب. انتهى. وتجهمه: استقبله بوجه كريه.
14 - تفسير الإمام العسكري: قال الإمام الحسن عليه السلام: قلت لأبي علي بن محمد عليه السلام: كيف كانت

(1) الأشرف خ ل وهو الموجود في المصدر.
(2) خير منك خ ل، وهو الموجود في المصدر.
(3) أن قد ضرب خ ل.
(4) في المصدر: مخالفة رسول الله.
(5) دينار خ ل وهو الموجود في المصدر.
(6) ويجئ عليه إلى رسول الله خ ل. وفى المصدر المطبوع: يأتي عليه.
(7) بمتن مؤمن خ ل. وفى المصدر المطبوع: ترتفق بمرتفق.
(8) قال: فلما انصرف خ ل.
(9) التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام: 33 - 36.
(10) قمص الفرس وغيره: رفع يديه معا وطرحهما معا وعجن برجليه.
(٣٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 13: وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى الله عليه وآله وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 14: باب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه 16 حديثا. 15
4 باب 15: عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك فيه 21 حديثا. 34
5 باب 16: سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فيه 17 حديثا. 97
6 باب 17: علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام ومن دفعه إليه وعرض الأعمال عليه وعرض أمته عليه وأنه يقدر على معجزات الأنبياء فيه 62 حديثا. 130
7 باب 18: فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وآله فيه حديثان. 156
8 * أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله * باب 1: إعجاز أم المعجزات: القرآن الكريم وفيه بيان حقيقة الإعجاز وبعض النوادر. فيه 24 حديثا. 159
9 باب 2: جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها. فيه 18 حديثا. 225
10 باب 3: ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية والغرائب العلوية من انشقاق القمر و رد الشمس وحبسها وإضلال الغمامة وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات فيه 19 حديثا. 347
11 باب 4: معجزاته صلى الله عليه وآله في إطاعة الأرضيات من الجمادات والنباتات له وتكلمها معه صلى الله عليه وآله. فيه 59 حديثا. 363
12 باب 5: ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في الحيوانات بأنواعها وإخبارها بحقيته، وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات. فيه 47 حديثا. 390