بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ٣٠٣
الاقتراح على الله، بل عليهم التسليم لله، والانقياد لامره، والاكتفاء بما جعله كافيا، أما كفاكم أن أنطق التوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم بنبوتي ودل على صدقي، وتبين لكم فيها (1) ذكر أخي ووصيي، وخليفتي في أمتي، وخير من أتركه على الخلائق بعدي: علي بن أبي طالب، فأنزل (2) علي هذا القرآن الباهر للخلق أجمعين، المعجز لهم عن أن يأتوا بمثله، وأن يتكلفوا شبهه، فأما (3) هذا الذي اقترحتموه فلست أقترحه على ربي عز وجل، بل أقول: إن ما أعطانيه ربي من دلالة هو حسبي وحسبكم، فإن فعل عز وجل ما اقترحتموه فذاك زائد في تطوله (4) علينا وعليكم، وإن منعنا ذلك فلعلمه بأن الذي فعله كاف فيما أراده منا.
فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وآله من كلامه هذا أنطق الله البساط فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلها واحدا أحدا صمدا قيوما أبدا لم يتخذ صاحبه ولا ولدا، ولم يشرك في حكمه أحدا، وأشهد أنك يا محمد عبده ورسوله، أرسلك بالهدى ودين الحق ليظهرك على الدين كله ولو كره المشركون، وأشهد أن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب ابن هاشم بن عبد مناف أخوك ووصيك وخليفتك في أمتك، وخير من تتركه على الخلائق بعدك، وأن من والاه فقد والاك، ومن عاداه فقد عاداك، ومن أطاعه فقد أطاعك، ومن عصاه فقد عصاك، وأن من أطاعك فقد أطاع الله، واستحق السعادة برضوانه، وأن من عصاك فقد عصى الله، واستحق أليم العذاب بنيرانه.
قال: فعجب القوم فقال (5) بعضهم لبعض: ما هذا إلا سحر مبين، فاضطرب (6) البساط وارتفع، ونكس مالك بن الصيف وأصحابه (7) حتى وقعوا على رؤوسهم ووجوههم، ثم أنطق الله تعالى

(1) بين فيها خ ل، وهو الموجود في المصدر.
(2) وأنزل خ ل.
(3) وأما خ ل.
(4) تطول عليه: امتن عليه.
(5) وقال خ ل.
(9) واضطرب خ ل.
(7) وأصحابه عنه خ ل. وهو الموجود في المصدر.
(٣٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 298 299 300 301 302 303 304 305 306 307 308 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 13: وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى الله عليه وآله وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 14: باب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه 16 حديثا. 15
4 باب 15: عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك فيه 21 حديثا. 34
5 باب 16: سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فيه 17 حديثا. 97
6 باب 17: علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام ومن دفعه إليه وعرض الأعمال عليه وعرض أمته عليه وأنه يقدر على معجزات الأنبياء فيه 62 حديثا. 130
7 باب 18: فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وآله فيه حديثان. 156
8 * أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله * باب 1: إعجاز أم المعجزات: القرآن الكريم وفيه بيان حقيقة الإعجاز وبعض النوادر. فيه 24 حديثا. 159
9 باب 2: جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها. فيه 18 حديثا. 225
10 باب 3: ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية والغرائب العلوية من انشقاق القمر و رد الشمس وحبسها وإضلال الغمامة وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات فيه 19 حديثا. 347
11 باب 4: معجزاته صلى الله عليه وآله في إطاعة الأرضيات من الجمادات والنباتات له وتكلمها معه صلى الله عليه وآله. فيه 59 حديثا. 363
12 باب 5: ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في الحيوانات بأنواعها وإخبارها بحقيته، وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات. فيه 47 حديثا. 390