بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ٣١١
ابن أبي طالب صفيي الذي أؤيد به هذا الدين * يرجح على جميع أمتك بعدك.
فذلك حين شرح الله صدري بأداء الرسالة، وخفف عني (1) مكافحة الأمة، وسهل علي مبارزة العتاة والجبابرة من قريش.
قال علي بن محمد عليه السلام: وأما دفاع الله القاصدين لمحمد صلى الله عليه وآله إلى قتله، وإهلاكه إياهم كرامة لنبيه، وتصديقه إياه فيه، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله كان وهو ابن سبع سنين (2) بمكة، قد نشأ في الخير نشوا لا نظير له في سائر صبيان قريش، حتى ورد مكة قوم من يهود الشام فنظروا إلى محمد صلى الله عليه وآله وشاهدوا نعته وصفته، فأسر بعضهم إلى بعض: هذا والله محمد الخارج في آخر الزمان، المدال (3) على اليهود وسائر أهل الأديان، يزيل الله تعالى به دولة اليهود، ويذلهم ويقمعهم (4)، وقد كانوا وجدوه في كتبهم النبي الأمي الفاضل الصادق، فحملهم الحسد على أن كتموا ذلك، وتفاوضوا (5) في أنه ملك يزال، ثم قال بعضهم لبعض: تعالوا نحتال (6) عليه فنقتله، فإن الله يمحو ما يشاء ويثبت، لعلنا نصادفه ممن يمحو، فهموا بذلك، ثم قال بعضهم لبعض: لا تعجلوا حتى نمتحنه ونجربه بأفعاله، فإن الحلية قد توافق الحلية، والصورة قد تشاكل الصورة، إن ما وجدناه في كتبنا أن محمدا يجنبه ربه من الحرام والشبهات، فصادفوه وألقوه وادعوه إلى دعوة، وقدموا إليه الحرام والشبهة، فإن انبسط فيهما أو في أحدهما فأكله فاعلموا أنه غير من تظنون، و إنما الحلية وافقت الحلية، والصورة ساوت الصورة، وإن لم يكن الامر كذلك ولم يأكل منهما فاعلموا أنه هو، فاحتالوا له في تطهير الأرض منه لتسلم لليهود دولتهم.

(1) على خ ل. والمكافحة: المدافعة.
(2) تسع سنين خ ل.
(3) أدال الله بنى فلان من عدوهم: جعل الكرة لهم عليه. وأدال الله زيدا من عمرو: نزع الدولة من عمرو وحولها إلى زيد.
(4) قمعه وأقمعه: قهره وذلله.
(5) أي تحادثوا وتذاكروا وانتهت أنظارهم إلى أن الرياسة ملك يزول، وقل ما يتفق حصولها لشخص.
(6) نحتل خ ل.
(٣١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 13: وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى الله عليه وآله وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 14: باب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه 16 حديثا. 15
4 باب 15: عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك فيه 21 حديثا. 34
5 باب 16: سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فيه 17 حديثا. 97
6 باب 17: علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام ومن دفعه إليه وعرض الأعمال عليه وعرض أمته عليه وأنه يقدر على معجزات الأنبياء فيه 62 حديثا. 130
7 باب 18: فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وآله فيه حديثان. 156
8 * أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله * باب 1: إعجاز أم المعجزات: القرآن الكريم وفيه بيان حقيقة الإعجاز وبعض النوادر. فيه 24 حديثا. 159
9 باب 2: جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها. فيه 18 حديثا. 225
10 باب 3: ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية والغرائب العلوية من انشقاق القمر و رد الشمس وحبسها وإضلال الغمامة وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات فيه 19 حديثا. 347
11 باب 4: معجزاته صلى الله عليه وآله في إطاعة الأرضيات من الجمادات والنباتات له وتكلمها معه صلى الله عليه وآله. فيه 59 حديثا. 363
12 باب 5: ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في الحيوانات بأنواعها وإخبارها بحقيته، وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات. فيه 47 حديثا. 390