بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ١٨٣
الرابع: أن المراد (1) الغلبة بالحجة والبيان (2).
قوله تعالى: " يحلفون بالله ما قالوا " قال الطبرسي رحمه الله: اختلف فيمن نزلت فيه هذه الآية، فقيل: إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان جالسا في ظل حجرته (3) فقال: إنه سيأتيكم إنسان فينظر إليكم بعين شيطان (4)، فلم يلبثوا أن طلع رجل أزرق، فدعاه رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: علام تشتمني أنت وأصحابك؟ فانطلق الرجل فجاء بأصحابه فحلفوا بالله ما قالوا، فأنزل الله هذه الآية، عن ابن عباس، وقيل: خرج المنافقون مع رسول الله صلى الله عليه وآله إلى تبوك، فكانوا إذا خلا بعضهم ببعض سبوا رسول الله صلى الله عليه وآله وأصحابه، وطعنوا في الدين، فنقل ذلك حذيفة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال لهم: ما هذا الذي بلغني عنكم؟ فحلفوا بالله ما قالوا شيئا من ذلك، عن الضحاك، وقيل نزلت في الجلاس بن سويد ابن الصامت، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله خطب ذات يوم بتبوك وذكر المنافقين فسماهم رجسا وعابهم، فقال الجلاس: والله لئن كان محمد صادقا فيما يقول فنحن شر من الحمير، فسمعه عامر بن قيس فقال: أجل والله إن محمدا صادق وأنتم شر من الحمير، فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المدينة أتاه عامر بن قيس فأخبره بما قال الجلاس، فقال الجلاس:
كذب يا رسول الله، فأمرهما رسول الله أن يحلفا عند المنبر، فقام الجلاس عند المنبر فحلف بالله ما قاله، ثم قام عامر فحلف بالله لقد قاله، ثم قال: اللهم أنزل على نبيك الصادق منا الصدوق (5)، فقال رسول الله والمؤمنون: آمين، فنزل جبرئيل عليه السلام قبل أن يتفرقا بهذه الآية حتى بلغ " فإن يتوبوا يك خيرا لهم " فقام الجلاس فقال: يا رسول الله اسمع الله قد عرض علي التوبة، صدق عامر بن قيس فيما قال لك، لقد قلته وأنا أستغفر الله وأتوب

(1) هذا هو الوجه الخامس على ما في المصدر، وأما الرابع فهكذا: ان المراد من قوله: " ليظهره على الدين كله " أن يوقفه على جميع شرائع الدين ويطلعه عليها بالكلية حتى لا يخفى عليه منها شئ.
(2) مفاتيح الغيب 4: 624 - 626.
(3) في المصدر: في ظل شجرة.
(4) في المصدر: بعيني الشيطان.
(5) في المصدر: منا من الصادق.
(١٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 13: وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى الله عليه وآله وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 14: باب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه 16 حديثا. 15
4 باب 15: عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك فيه 21 حديثا. 34
5 باب 16: سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فيه 17 حديثا. 97
6 باب 17: علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام ومن دفعه إليه وعرض الأعمال عليه وعرض أمته عليه وأنه يقدر على معجزات الأنبياء فيه 62 حديثا. 130
7 باب 18: فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وآله فيه حديثان. 156
8 * أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله * باب 1: إعجاز أم المعجزات: القرآن الكريم وفيه بيان حقيقة الإعجاز وبعض النوادر. فيه 24 حديثا. 159
9 باب 2: جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها. فيه 18 حديثا. 225
10 باب 3: ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية والغرائب العلوية من انشقاق القمر و رد الشمس وحبسها وإضلال الغمامة وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات فيه 19 حديثا. 347
11 باب 4: معجزاته صلى الله عليه وآله في إطاعة الأرضيات من الجمادات والنباتات له وتكلمها معه صلى الله عليه وآله. فيه 59 حديثا. 363
12 باب 5: ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في الحيوانات بأنواعها وإخبارها بحقيته، وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات. فيه 47 حديثا. 390