بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ١٧٧
قالوا: إنه من جنس الكتب، والكتاب لا يكون من جنس المعجزات، فلأجل هذه الشبهة طلبوا المعجزة.
الثاني: أنهم طلبوا معجزات من جنس معجزات سائر الأنبياء، مثل فلق البحر، وإظلال الجبل.
الثالث: أنهم طلبوا مزيد الآيات والمعجزات على سبيل التعنت، واللجاج، مثل إنزال الملائكة، وإسقاط السماء كسفا، وسائر ما حكاه عن الكافرين، فيحتمل أن يكون المراد (1) ما حكاه الله عن بعضهم في قوله: " اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم " ثم إنه تعالى أجاب عن سؤالهم بقوله:
" قل إن الله قادر على أن ينزل آية " يعني أنه تعالى قادر على إيجاد ما طلبتموه " ولكن أكثرهم لا يعلمون " واختلفوا في تفسيره على وجوه:
فالأول أن يكون المراد أنه تعالى لما أنزل آية باهرة ومعجزة قاهرة وهي القرآن كان طلب الزيادة جاريا مجرى التحكم والتعنت الباطل، والله سبحانه له الحكم والامر فإن شاء فعل، وإن شاء لم يفعل، لان فاعليته لا يكون إلا بحسب محض المشية على قول أهل السنة، أو على وفق المصلحة على مذهب المعتزلة، وعلى التقديرين فإنها لا تكون على وفق اقتراحات الناس، فإن شاء أجابهم، وإن شاء لم يجبهم.
الثاني: لما ظهرت المعجزة القاهرة والدلالة الكافية لم يبق لهم عذر ولا علة، فعند ذلك لو أجابهم في ذلك الاقتراح فلعلهم يقترحون اقتراحا ثانيا وثالثا ورابعا، وهكذا إلى ما لا غاية له، وذلك يقضي إلى أنه لا يستقر الدليل، ولا تتم الحجة، فوجب في أول الأمر سد هذا الباب، والاكتفاء بما سبق من المعجزة الباهرة.
الثالث: أنه تعالى لو أعطاهم ما طلبوه فلو لم يؤمنوا عند ظهورها لاستحقوا عذاب الاستيصال فاقتضت رحمة الله صونهم عن هذا البلاء، وإن كانوا لا يعلمون كيفية هذه الرحمة، ولذا قال: " ولكن أكثرهم لا يعلمون ".
الرابع: أنه تعالى علم منهم أنهم إنما يطلبون هذه المعجزات لا لطلب الفائدة

(1) في المصدر: الرابع أن يكون المراد.
(١٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 13: وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى الله عليه وآله وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 14: باب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه 16 حديثا. 15
4 باب 15: عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك فيه 21 حديثا. 34
5 باب 16: سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فيه 17 حديثا. 97
6 باب 17: علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام ومن دفعه إليه وعرض الأعمال عليه وعرض أمته عليه وأنه يقدر على معجزات الأنبياء فيه 62 حديثا. 130
7 باب 18: فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وآله فيه حديثان. 156
8 * أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله * باب 1: إعجاز أم المعجزات: القرآن الكريم وفيه بيان حقيقة الإعجاز وبعض النوادر. فيه 24 حديثا. 159
9 باب 2: جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها. فيه 18 حديثا. 225
10 باب 3: ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية والغرائب العلوية من انشقاق القمر و رد الشمس وحبسها وإضلال الغمامة وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات فيه 19 حديثا. 347
11 باب 4: معجزاته صلى الله عليه وآله في إطاعة الأرضيات من الجمادات والنباتات له وتكلمها معه صلى الله عليه وآله. فيه 59 حديثا. 363
12 باب 5: ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في الحيوانات بأنواعها وإخبارها بحقيته، وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات. فيه 47 حديثا. 390