بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ١٧٣
لعلمهم بصدق النبي صلى الله عليه وآله وكذبهم، وكان ذلك دليلا ظاهرا على صحة نبوة نبينا صلى الله عليه وآله إذ علم بأن في التوراة ما يدل على كذبهم من غير أن يعلم التوراة (1) وقراءتها (2) قوله تعالى: " لن يضروكم إلا أذى " قال الطبرسي رحمه الله قال مقاتل: إن رؤوس اليهود مثل كعب بن الأشرف وأبي رافع وأبي ناشر (3) وكنانة وابن صوريا عمدوا إلى مؤمنيهم كعبد الله بن سلام وأصحابه، فأنبوهم (4) على إسلامهم، فنزلت: " لن يضروكم إلا أذى " وعد الله المؤمنين أنهم منصورون، وأن أهل الكتاب لا يقدرون عليهم ولا تنالهم من جهتهم مضرة إلا أذى من جهة القول، وهو كذبهم على الله، وتحريفهم كتاب الله، وقيل: هو ما كانوا يسمعون المؤمنين من الكلام المؤذي " وإن يقاتلوكم يولوكم الادبار " منهزمين " ثم لا ينصرون " أي لا يعانون (5) لكفرهم، وفي هذه الآية دلالة على صحة نبوة نبينا صلى الله عليه وآله لوقوع مخبره على وفق خبره، لان يهود المدينة من بني قريظة والنضير وبني قينقاع ويهود خيبر الذين حاربوا النبي صلى الله عليه وآله والمسلمين لم يثبتوا لهم قط وانهزموا ولم ينالوا من المسلمين إلا بالسب والطعن " أينما ثقفوا " أي وجدوا " إلا بحبل من الله " أي بعهد من الله " وحبل من الناس " وعهد من الناس على وجه الذمة وغيرها من وجوه الأمان (6).
قوله تعالى: " عضوا عليكم الأنامل " أي أطراف الأصابع " من الغيظ " أي من الغضب والحنق (7) لما يرون من ائتلاف المؤمنين، واجتماع كلمتهم، ونصرة الله إياهم (8).

(1) في المصدر: من غير تعلم التوراة.
(2) مجمع البيان 2: 475.
(3) في المصدر: وأبى ياسر.
(4) أي عنفوهم ولاموهم.
(5) في المصدر: أي لا يعاونون وهو الصحيح.
(6) مجمع البيان 2: 478 و 488.
(7) الحنق: شدة الاغتياظ.
(8) مجمع البيان 2: 493، وفيه بعد ذلك: وهذا مثل وليس هناك عض كقول الشاعر:
إذا رأوني أطال الله غيظهم * عضوا من الغيظ أطراف الاباهيم وقول أبى طالب: يعضون غيظا خلفنا بالأنامل.
(١٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 13: وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى الله عليه وآله وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 14: باب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه 16 حديثا. 15
4 باب 15: عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك فيه 21 حديثا. 34
5 باب 16: سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فيه 17 حديثا. 97
6 باب 17: علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام ومن دفعه إليه وعرض الأعمال عليه وعرض أمته عليه وأنه يقدر على معجزات الأنبياء فيه 62 حديثا. 130
7 باب 18: فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وآله فيه حديثان. 156
8 * أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله * باب 1: إعجاز أم المعجزات: القرآن الكريم وفيه بيان حقيقة الإعجاز وبعض النوادر. فيه 24 حديثا. 159
9 باب 2: جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها. فيه 18 حديثا. 225
10 باب 3: ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية والغرائب العلوية من انشقاق القمر و رد الشمس وحبسها وإضلال الغمامة وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات فيه 19 حديثا. 347
11 باب 4: معجزاته صلى الله عليه وآله في إطاعة الأرضيات من الجمادات والنباتات له وتكلمها معه صلى الله عليه وآله. فيه 59 حديثا. 363
12 باب 5: ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في الحيوانات بأنواعها وإخبارها بحقيته، وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات. فيه 47 حديثا. 390