بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ١٧٥
فيما مر، وسيأتي تفسيره، وكذا قوله تعالى: " يستخفون من الناس " وما قبله وما بعده يدل على أن الله تعالى أخبر بما كانوا به مستخفين، وأظهر ما كانوا له مسرين. وسيأتي قصته.
قوله: " يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب " قال الرازي: قال ابن عباس: أخفوا صفة محمد صلى الله عليه وآله، وأخفوا الرجم (1)، ثم إن الرسول صلى الله عليه وآله بين ذلك لهم، وهذا معجز، لأنه صلى الله عليه وآله لم يقرأ كتابا، ولم يتعلم علما من أحد، فلما أخبرهم بأسرار ما في كتابهم كان ذلك إخبارا عن الغيب، فيكون معجزا (2) قوله: " ويعفوا عن كثير " أي لا يظهر كثيرا مما تكتمونه أنتم، لأنه لا حاجة إلى إظهاره في الدين قوله تعالى: " فعسى الله أن يأتي بالفتح " قال الطبرسي يعني فتح مكة، وقيل:
فتح بلاد المشركين " أو أمر من عنده " فيه إعزاز المسلمين، وإذلال المشركين، وقيل: هو إظهار نفاق المنافقين، وقيل: هو القتل وسبي الذراري لبني قريظة، والاجلاء لبني النظير (3) ".
أقول: " وهذا أيضا إخبار بما لم يقع وقد وقع، وعسى من الله موجبة قوله تعالى: " فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه " هذا أيضا إخبار بما لم يكن فكان، وسيأتي الأخبار المستفيضة في كتاب أحوال أمير المؤمنين عليه السلام أنها نزلت فيه عليه السلام حيث قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين.
وقوله: " وقد دخلوا بالكفر " إخبار عن أسرار المنافقين، وكذا قوله تعالى: " وألقينا بينهم العداوة والبغضاء " أي بين اليهود والنصارى، أو بين فرق اليهود وفرق النصارى.
" كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله " قال الطبرسي رحمه الله: أي لحرب محمد صلى الله عليه وآله وفي هذا معجزة ودلالة، لان الله أخبر فوافق خبره المخبر، فقد كانت اليهود أشد أهل

(1) في المصدر: أمر الرجم.
(2) مفاتيح الغيب 3: 382.
(3) مجمع البيان 3: 207.
(١٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 13: وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى الله عليه وآله وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 14: باب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه 16 حديثا. 15
4 باب 15: عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك فيه 21 حديثا. 34
5 باب 16: سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فيه 17 حديثا. 97
6 باب 17: علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام ومن دفعه إليه وعرض الأعمال عليه وعرض أمته عليه وأنه يقدر على معجزات الأنبياء فيه 62 حديثا. 130
7 باب 18: فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وآله فيه حديثان. 156
8 * أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله * باب 1: إعجاز أم المعجزات: القرآن الكريم وفيه بيان حقيقة الإعجاز وبعض النوادر. فيه 24 حديثا. 159
9 باب 2: جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها. فيه 18 حديثا. 225
10 باب 3: ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية والغرائب العلوية من انشقاق القمر و رد الشمس وحبسها وإضلال الغمامة وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات فيه 19 حديثا. 347
11 باب 4: معجزاته صلى الله عليه وآله في إطاعة الأرضيات من الجمادات والنباتات له وتكلمها معه صلى الله عليه وآله. فيه 59 حديثا. 363
12 باب 5: ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في الحيوانات بأنواعها وإخبارها بحقيته، وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات. فيه 47 حديثا. 390