بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ١١٢
وذو اليدين عاش بعد وفات النبي صلى الله عليه وآله ومات في أيام معاوية، وقبره بذي خشب، واسمه الخرباق، والدليل عليه أن عمران بن حصين روى هذا الحديث فقال فيه: فقام الخرباق فقال: أقصرت الصلاة أم نسيت يا رسول الله؟
وأجيب بأن الأوزاعي روى فقال: فقام ذو الشمالين فقال: أقصرت الصلاة أم نسيت يا رسول الله صلى، وذو الشمالين قتل يوم بدر لا محالة، وروى الأصحاب أن ذا اليدين كان يقال له: ذو الشمالين رواه سعيد الأعرج عن أبي عبد الله عليه السلام.
الثالث: أنه روي في هذا الخبر أن ذا اليدين قال: أقصرت الصلاة أم نسيت يا رسول الله، فقال: " كل ذلك لم يكن " وروي أنه صلى الله عليه وآله قال: " إنما السهو (2) لكم " وروي أنه قال: " لم انس ولم تقصر الصلاة " انتهى (2).
وروى الحسين بن مسعود من علماء المخالفين في شرح السنة بإسناده عن داود بن الحصين، عن أبي سفيان قال: سمعت أبا هريرة يقول: صلى رسول الله صلى الله عليه وآله صلاة العصر فسلم في ركعتين، فقام ذو اليدين فقال: أقصرت الصلاة أم نسيت يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: كل ذلك لم يكن، فقال: قد كان بعض ذلك يا رسول الله، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وآله على الناس فقال: أصدق ذو اليدين؟ فقالوا: نعم، فأتم رسول الله صلى الله عليه وآله ما بقي من صلاته ثم سجد سجدتين وهو جالس بعد التسليم.
ثم قال: هذا حديث متفق على صحته أخرجه مسلم عن قتيبة، عن مالك، وأخرجاه من طرق عن ابن سيرين، عن أبي هريرة.
وبالاسناد عن ابن سيرين، عن أبي هريرة قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله إحدى صلاتي العشي - قال ابن سيرين: قد سماها أبو هريرة ولكن نسيت أنا قال: - فصلى بنا ركعتين ثم سلم، فقام إلى خشبة معروضة (3) في المسجد فاتكأ عليها كأنه غضبان، و وضع يده اليمنى على اليسرى وشبك بين أصابعه، ووضع خده الأيمن على ظهر كفه

(١) في المنتهى: أسهو لابين لكم.
(٢) منتهى المطلب ١: ٣٠٨، التذكرة 1: الفصل الثالث في التروك.
(3) أي موضوعة بالعرض.
(١١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 13: وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى الله عليه وآله وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 14: باب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه 16 حديثا. 15
4 باب 15: عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك فيه 21 حديثا. 34
5 باب 16: سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فيه 17 حديثا. 97
6 باب 17: علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام ومن دفعه إليه وعرض الأعمال عليه وعرض أمته عليه وأنه يقدر على معجزات الأنبياء فيه 62 حديثا. 130
7 باب 18: فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وآله فيه حديثان. 156
8 * أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله * باب 1: إعجاز أم المعجزات: القرآن الكريم وفيه بيان حقيقة الإعجاز وبعض النوادر. فيه 24 حديثا. 159
9 باب 2: جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها. فيه 18 حديثا. 225
10 باب 3: ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية والغرائب العلوية من انشقاق القمر و رد الشمس وحبسها وإضلال الغمامة وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات فيه 19 حديثا. 347
11 باب 4: معجزاته صلى الله عليه وآله في إطاعة الأرضيات من الجمادات والنباتات له وتكلمها معه صلى الله عليه وآله. فيه 59 حديثا. 363
12 باب 5: ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في الحيوانات بأنواعها وإخبارها بحقيته، وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات. فيه 47 حديثا. 390