بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٦ - الصفحة ٥٩
ومن الخاطب منكم؟ ومن المخطوبة مني؟ فقال أبو طالب: الخاطب منا محمد ابن أخي، و المخطوبة خديجة، فلما سمع ذلك خويلد تغير لونه وكبر عليه وقال: والله إن فيكم الكفاية، وأنتم أعز الخلق علينا، ولكن خديجة قد ملكت نفسها وعقلها أوفر من عقلي (1).
وأنا لم تطب قلبي إن خطبها الملوك، فكيف وهذا محمد فقير صعلوك (2)؟ فقام إليه حمزة رضي الله عنه فقال له: لا يقدر (3) اليوم بأمس، ولا تشاكل القمر بالشمس يا بادي الجهل، ويا خسيف (4) العقل، أما علمت أنك قد ضل رشدك. وغاب عقلك، أتثلب ابن أخينا؟
أما علمت أنه إذا أراد أموالنا وأرواحنا قدمنا الكل بين يديه، ولكن سوف يبين لك غب (5) فعلك، ثم نفض أثوابه ونهض، ونهض أخواته وساروا إلى منازلهم، وبلغ الخبر خديجة من جارية لها، فقالت: ما وراءك؟ قالت: أمر يغم القلوب (6)، فقالت لها: ماذا يا ويحك؟
قالت: إن أباك قد رد أولاد عبد المطلب خائبين، فلما سمعت خديجة كلامها قالت:
اطلبي لي عمي ورقة، فخرجت الجارية وعادت ومعها ورقة، فلما جاءها استقبلته بأحسن قبول، وقالت: مرحبا بك يا عم، فلا غابت طلعتك عني، ثم طرقت إلى الأرض وقد قطب حاجباها (7)، فقال ورقة: حاشاك يا خديجة من السوء، ما الذي حل بك؟ قالت: يا عم ما حال السائل؟ وما نال (8) المسؤول؟ قال: في أنحس حال، قال (9): ولكن أراك (10) يا

(1) في المصدر: وأرى أن عقلها أعز من عقلي، ورأيها أعلى من رأى، وأنا فما يطيب قلبي أن تخطبها الملوك، وأزوجها بفقير صعلوك؟
(2) الصعلوك: الفقير.
(3) لا تقدر خ ل وفي المصدر: لا يقاس.
(4) سخيف خ ل وفي المصدر: خسيس. قلت: خسيف العقل أي ناقص العقل.
(5) الغب: العاقبة.
(6) زاد في المصدر ويرد المعافى مكروبا.
(7) قطبت حاجبيها خ ل قلت: هو الموجود في المصدر. قوله: قطبت أي قبضت ما بين عينيه كما يفعله العبوس.
(8) بال خ ل.
(9) في المصدر: وإني أراه في أنحس حال. وأسقط قوله: قال.
(10) في المصدر: وأراك.
(٥٩)
مفاتيح البحث: العزّة (2)، الجهل (1)، البول (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 5 تزوجه صلى الله عليه وآله بخديجة رضي الله عنها وفضائلها وبعض أحوالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 6 أسمائه صلى الله عليه وآله وعللها، ومعنى كونه صلى الله عليه وآله أميا وأنه كان عالما بكل لسان، وذكر خواتيمه ونقوشها وأثوابه وسلاحه، ودوابه وغيرها مما يتعلق به صلى الله عليه وآله، وفيه 75 حديثا. 82
4 باب 7 نادر في معنى كونه صلى الله عليه وآله يتيما وضالا وعائلا، ومعنى انشراح صدره، وعلة يتمه، والعلة التي من أجلها لم يبق له صلى الله عليه وآله ولد ذكر، وفيه 10 أحاديث. 136
5 باب 8 أوصافه صلى الله عليه وآله في خلقته وشمائله وخاتم النبوة، وفيه 33 حديثا 144
6 باب 9 مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه وآله وما أدبه الله تعالى به، وفيه 162 حديثا. 194
7 باب 10 نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه صلى الله عليه وآله وهو من الباب الأول، وفيه 4 أحاديث. 294
8 باب 11 فضائله وخصائصه صلى الله عليه وآله وما امتن الله به على عباده، وفيه 96 حديثا. 299
9 باب 12 نادر في اللطائف في فضل نبينا صلى الله عليه وآله في الفضائل والمعجزات على الأنبياء عليهم السلام، وفيه حديثان. 402