بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٥ - الصفحة ٩١
قلن لها: نحن من قرابتك من بني عبد مناف، دخل علينا السرور لخلاص ابنك، فأخذت فاطمة منهن الطعام (1)، وأقبلت إلى عبد المطلب، فقال: من أين هذا؟ فذكرت له الخبر، فقال عبد المطلب: هلموا إلى ما خصكم به قرابتكم، فقاموا وأرادوا الاكل منه، وإذا بالطعام قد نطق بلسان فصيح وقال: لا تأكلوا مني فإني مسموم، وكان هذا من دلائل نور رسول الله صلى الله عليه وآله، فامتنعوا من أكله وخرجوا يقتفون النساء فلم يروا لهن أثرا "، فعلموا أنه مكيدة من الا " عداء، فحفروا للطعام حفيرة ووضعوه فيها (2).
وقال أبو الحسن البكري: حدثنا أشياخنا وأسلافنا الرواة لهذا الحديث أنه لما قبل الله الفداء من عبد المطلب في ولده عبد الله فرح فرحا " شديدا "، فلما لحق عبد الله ملاحق الرجال تطاولت إليه الخطاب، وبذلوا في طلبه الجزيل من المال (3)، كل ذلك رغبة في نور رسول الله صلى الله عليه وآله، ولم يكن في زمانه أجمل ولا أبهى ولا أكمل منه، وكان إذا مر بالناس في النهار يشمون منه رائحة (4) المسك الأذفر والكافور والعنبر، وكان إذا مر بهم ليلا تضئ من نوره الحنادس والظلم، فسموه أهل مكة مصباح الحرم، وأقام عبد المطلب وابنه عبد الله بمكة حتى تزوج عبد الله بآمنة بنت وهب، وكان السبب في تزويجها به (5) أن الأحبار اجتمعوا بأرض الشام، وتكلموا في مولد رسول الله صلى الله عليه وآله والدم الذي قد جرى من جبة يحيى بن زكريا عليهما السلام كما تقدم ذكره، فلما أيقنوا أنه قد قرب خروج صاحب السيف (6)، وظهرت أنواره تشاوروا فيما بينهم وساروا إلى حبر لهم (7) وكان في

(1) في المصدر: دخل عليهن السرور بخلاص ابن أخيهم وقد عملوا طعاما وليمة وبعثوا إليكم بعضها، فأخذت منهن الطعام.
(2) في المصدر: ثم أقام بعد ذلك مدة وخرج وتزوج بآمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وآله، تم الجزء الرابع، والحمد لله رب العالمين.
(3) وبذلوا في قربه الجزيل من الأموال خ ل.
(4) روائح خ ل وهكذا في المصدر.
(5) في المصدر: قال البكري: وكان سبب تزويج آمنة بعبد الله أن الأحبار.
(6) السيف المسلول. وهكذا في المصدر.
(7) في المصدر: فتشاوروا بينهم وعقدوا رأيهم على المسير إلى حبر لهم.
(٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 ... » »»
الفهرست