بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٥ - الصفحة ٣٤٥
عبد الله فرسه وكذلك زوجها بكر بن سعد السعدي، وخرجوا من دارهم في داج من الليل، فلما أصبحوا كانوا على باب مكة ودخلوها، وذهبت (1) إلى دار عاتكة، وكانت تلاطف محمدا " وتلعقه العسل والزبد الطري، فلما دخلت الدار وسمع عبد المطلب بمجيئها جاء من ساعته ودخل الدار، ووقف بين يدي حليمة، ففتحت حليمة جيبها وأخرجت ثديها الأيسر، وأخذت رسول الله صلى الله عليه وآله فوضعته في حجرها ووضعت ثديها في فمه، والنبي صلى الله عليه وآله ترك ثديها الأيسر واضطرب إلى ثديها الأيمن، فأخذت حليمة ثديها الأيمن من يد النبي صلى الله عليه وآله ووضعت ثديها الأيسر في فمه، وذلك أن ثديها الأيمن كان جهاما " (2) لم يكن فيه لبن، وخافت حليمة أن النبي صلى الله عليه وآله إذا مص الثدي (3) ولم يجد فيه شيئا " لا يأخذ بعده الأيسر، فيأمر عبد المطلب بإخراجها من الدار، فلما ألحت على النبي صلى الله عليه وآله أن يأخذ الأيسر والنبي يميل إلى الأيمن فصاحت عليه وقالت: يا ولدي مص الأيمن حتى تعلم أنه جهام يابس لا شئ فيه، قال: فلما مص النبي الأيمن امتلأ فانفتح باللبن حتى ملا شدقيه (4) بأمر الله تعالى وببركته، فضجت حليمة وقالت: وا عجباه منك يا ولدي، وحق رب السماء ربيت بثدي الأيسر اثنى عشر ولدا "، وما ذاقوا من ثديي الأيمن شيئا " والآن قد انفتح ببركتك، وأخبرت بذلك عبد الله فأمرها بكتمان ذلك، فقال (5) عبد المطلب: تكونين عندي فأمر لك بإفراغ قصر بجنب قصري، وأعطيك كل شهر ألف درهم بيض، ودست ثياب رومية، وكل يوم عشرة أمنان خبز حواري ولحما " مشويا "، قال: فلما سمع أبوها عبد الله ذلك أوحى لها أن لا تقيمي عنده، قالت: يا أبا الحارث لو جعلت لي مال الدنيا ما أقمت عندك ولا تركت الزوج والأولاد، قال عبد المطلب: فإن كان هكذا فأدفع إليك محمدا " على شرطين، قالت: وما الشرطين؟ قال عبد المطلب: أن تحسني إليه، وتنوميه إلى جنبك، وتدثريه

(1) في المصدر: وذهبت حليمة.
(2) أي كان خاليا من اللبن ولم يكن يدر به، والجهام: السحاب لاماء فيه.
(3) في المصدر: الثدي الأيمن.
(4) في المصدر: حتى امتلأ شدقيه كفم رأس الزق بأمر الله.
(5) في المصدر هنا زيادة هي: فلما شبع النبي صلى الله عليه وآله ترك الخلف من ساعته، فقال.
(٣٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 ... » »»
الفهرست